قال بعض العلماء: يا إخواني اجتهدوا في العمل فإن يكن الأمر كما نرجوا من رحمة الله وعفوه كانت لنا درجات في الجنة وإن يكن الأمر شديداً كما نخاف ونحاذر لم نقل {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} نقول قد عملنا فلم ينفعنا.
وَقَالَ رجل لمُحَمَّد بن المنكدر الجد الْجد والحذر الحذر فإن يكن الأمر على ما ترجون كان ما قدمتم فضلاً وإن يكن الأمر على غير ذلك لم تلوموا أنفسكم.
وَقَالَ بعضهم لبعض الفقراء مرة وقد رأى عليه أثر الجوع والضر: لم لا تسأل ليعطوك، قَالَ أخاف أن أسالهم فيمنعوني فلا يفلحوا، وقد بلغني عن النبي أنه قَالَ: «لو صدق السائل ما أفلح من منعه» .
المراحل التي يمر بها الخلق ستة:
السفر الأول سفر السلالة من الطين.
السفر الثاني سفر النطفة من الظهر إلى الباطن.
السفر الثالث من البطن إلى الدنيا.
السفر الرابع من الدنيا إلى القبور.
السفر الخامس من القبور إلى العرض للحساب.
السفر السادس من العرض إلى منزل الإقامة.
وقد قطعنا نصف السفر نسأل الله الإعانة والسداد والله أعلم وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد وآلِهِ وصحبه وَسَلَّمَ
شِعْرًا:
حَيَاتُكَ فِي الدُّنْيَا قَلِيلٌ بَقَاؤُهَا
وَدُنْيَاكَ يَا هَذَا شَدِيدٌ عَنَاؤُهَا
ولا خَيْرَ فِيهَا غَيْرَ زَادٍ مِنَ التُّقَى
يُنَال بِهِ جَنَّاتُ عَدْنٍ وَمَاؤُهَا