بَقَرَتْ بَطْنَهُ وَأَخْرَجَتْ كَبِدَهُ وَلاكَتْهَا فَلَمْ تَقْدِرْ عَلَى أَنْ تُسِيغَهَا وَلَفَظَتْهَا.
وَلَمَّا وَقَفَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ ? بَعْدَ الْمَعْرَكَةِ تَأَثَّرَ تَأْثُّرًا شَدِيدًا وَقَالَ ?: «لَنْ أُصَابَ بِمِثْلِكَ أَبَدًا وَمَا وَقَفْتُ قَطُ مَوْقِفًا أَغْيَظُ مِنْ هَذَا» .
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ ?: «أَكَلْتْ شَيْئًا» . قَالُوا: لا. قَالَ: «مَا كَانَ اللهُ لِيُدْخِلَ شَيْئًا مِنْ حَمْزَةَ فِي النَّارِ» .
وَقَالَ ? لِوَحْشِي الذِي قَتَلَ حَمْزَةَ: «هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي» . قَالَ وَحْشِي: فَخَرَجْتُ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ ? وَخَرَجَ مُسَيْلَمَةَ الْكَذَّابُ قُلْتُ لأَخْرُجَنَّ إِلَيْهِ لَعَلِّي أَقْتُلُهُ فَأْكَافِئُ بِهِ حَمْزَةَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ ثُمَّ رَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي فَأَضَعُهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ، قَالَ: وَوَثَبَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَار فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى هَامَتِهِ.
قَالَ ابن هِشَامٍ: فَبَلَغَنِي أَنَّ وَحْشِيًا لَمْ يَزَلْ يُحَدُّ فِي الْخَمْرِ حَتَّى خُلِعَ مِن الدِّيوَانِ.
فَكَانَ عُمَرُو بنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ: لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ لِيَدَعَ قَاتِلَ حَمْزَةَ.
وَرَوَى الدَّارَقُطْنِي بِإسْنَادٍ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ عَنْ سَعِيدِ بن الْمُسَيَّبِ قَالَ: كُنْتُ أَعْجَبُ لِقَاتِلِ حَمْزَةَ كَيْفَ يَنْجُو حَتَّى أَنَّهُ مَاتَ غَرِيقًا فِي الْخَمْرِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بن جَحْشٍ بن خُزَيْمَةَ الأَسَدِيُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ قَدْ نَزَلُوا حَيْثُ تَرَى، وَقَدْ سَأَلْتُ اللهَ فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ أَنْ نَلْقَى الْعَدُوَّ غَدًا، فَيَقْتُلُونَنِي، وَيَبْقُرُونَنِي وَيُمَثِّلُونَ بِي، فَأَلْقَاكَ مَقْتُولاً قَدْ صَنَعَ هَذَا بِي فَتَقُولُ: فِيمَ صُنِعَ هَذَا بِكَ، فَأَقُولُ فِيكَ، وَأَنَا أَسْأَلُكَ أَخْرَى، أَنْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute