(عتقاء الله [عَزَّ وَجَلَّ] عن حكيم بن حزام) . وأعتقهم وأهدى ألف شاة.
وعن مُحَمَّد بن سعد يرفعه: أن حكيم بن حزام بكى يومًا، فَقَالَ له ابنه: ما يبكيك؟ قال: خصال كُلّهَا أبكاني: أما أولها فبطء إسلامي حتى سبقت في مواطن كُلّهَا صَالِحَة، ونجوت يوم بدر وأُحُدٍ فقُلْتُ: لا أخَرَجَ أبدًا من مَكَّة ولا أوضع مَعَ قريش ما بقيت.
فأقمت بمَكَّة ويأبى الله [عَزَّ وَجَلَّ] أن يشرح صدري للإسلام وَذَلِكَ أني أنظر إلى بقايا من قريش لَهُمْ أسنان متمسكين بِمَا هُمْ عَلَيْهِ من أمر الجاهلية فأقتدي بِهُمْ، ويا ليت أني لم أقتد بِهُمْ فما أهلكنا إِلا الاقتداء بآبانَا وكبرائنا.
فَلَمَّا غزا النَّبِيّ ? مَكَّة جعلت أفكر، فخرجت أَنَا وأبو سفيان نستروح الخبر فلقي العباس أبا سفيان فذهب به إلى النَّبِيّ ? ورجعت فدخلت بيتي، فأغلقته علي ودخل النَّبِيّ ? مَكَّة فآمن النَّاس فجئته فأسلمت وخرجت معه إلى حنين.
وعن عروة أن حكيم بن حزام أعتق في الجاهلية مائة رقبة وفي الإسلام مائة رقبة وحمل على مائة بعير.
قال ابن سعد: قال مُحَمَّد بن عمر: قدم حكيم بن حزام الْمَدِينَة ونزلها وبنى بها دارًا، ومَاتَ بها سنة أربع وخمسون وَهُوَ ابن مائة وعشرين سنة رَحِمَهُ اللهُ. وَاللهُ أَعْلَمُ وصلى الله على مُحَمَّد وآله وسلم.
فَصْلٌ: عن أبي برزة الأسلمي: أن جليبيبًا كَانَ امرأ من الأنصار، وكَانَ أصحاب النَّبِيّ ? إذا كَانَ لأحدهم أيم (أي لا زوج لها) لم يزوجها حتى يعلم النَّبِيّ ? هل له فيها حَاجَة أم لا؟
فَقَالَ رسول الله ? ذات يوم لرجل من الأنصار: «يا فلان