.. وَيَجِيءُ فِيهِ المُجْرِمُونَ إِلَى لَظَى
يَتَلَمَّظُونَ تَلَمُّظَ العَطْشَانِ ... >?
مَوْعِظَةٌ
فَيَا أَيُّهَا المُهْمِلُونَ الغَافِلُونَ تَيَقَّظُوا فَإليكُم يُوَجَّهُ الخِطَابُ وَيَا أَيُّهَا النَائِمُونَ انْتَبِهُوا قَبْلَ أَنْ تُنَاخَ لِلرَّحِيلِ الركابْ، قَبْلَ هُجُومِ هَادِمِ اللَّذَاتِ وَمُفَرِّقَ الجَمَاعَاتِ وَمُذِلِّ الرِّقَابِ وَمُشَتِّتِ الأَحْبَابِ فَيَا لَهُ مِنْ زَائِر لا يَعُوقُهُ عَائِق وَلا يُضْرَبُ دُونَهُ حِجَاب، وَيَا لَهُ مِنْ نَازِلٍ لا يَسْتَأْذِنُ عَلَى المُلُوكِ وَلا يلِحُ مِنَ الأَبْوَابِ، وَلا يَرْحَمُ صَغِيرًا وَلا يُوَقِّر كَبِيرًا وَلا يَخَافُ عَظِيمًا وَلا يَهَابُ ألا وَأنَّ بَعْدُهُ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ السُّؤَالِ وَالجَوَابِ، وَوَرَاءهِ هَوْلُ البَعْثِ وَالحَشْرِ وَأَحْواله الصِّعَابِ مِنْ طُولِ المَقَامِ وَالازْدِحَامِ فِي الأَجْسَامِ وَالمِيزَانِ وَالصِّرَاطِ وَالحِسَابِ.
نظم في البعث بعد الموت والجزاء
... وَإِنَّ نَفْخَةَ إِسْرَافِيلَ ثَانِية ... فِي الصُّوَرِ حَقًا فَيَحْيَى كَلُّ مَنْ قُبِرا
كَمَا بَدَا خَلْقَهُم رَبِّي يُعِيدُهُمُ ... سُبْحَانَ مَنْ أَنْشَأَ الأَرْوَاحَ وَالصُّوَرا
حَتَّى إِذَا مَا دَعَا لِلْجَمْعِ صَارِخُهُ ... وَكُلُّ مَيْتٍ مِنْ الأَمْوَاتِ قَدْ نُشِرَا
قَالَ الإِلَهُ قِفُوهُم لِلسُؤَال لِكَيْ ... يَقْتَصُّ مَظْلُومُهُم مِمَّنْ لَهُ قَهَرَا
فَيُوقَفُونَ أُلُوفًا مِنْ سِنِينِهِم ... وَالشَّمْسُ دَانيةَ وَالرَّشحُ قَدْ كَثُرَا
وَجَاءَ رَبُّك وَالأملاكُ قَاطِبةٌ ... لَهُمْ صُفُوفٌ أَحَاطَتْ بِالوَرَى رُمَرَا
وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِالنَّارِ تَسْحَبُهَا ... خُزَّانُهَا فَأَهَللتْ كُلَّ مَنْ نَظَرَا
لَهَا زَفِيرٌ شَدِيدٌ مِنْ تَغَيُّظِهَا ... عَلَى العُصَاةِ وَتَرْمِي نَحْوَهُم شَرَرَا
وَيُرْسِلُ اللهُ صُحْفَ الخَلْقِ حَاوِيَةً ... أَعْمَالُهم كُلُّ شَيْءٍ جَلَّ أَوْ صَغُرَا
فَمَنْ تَلقْتُه بِإليمْنَى صَحِيفَتُهُ ... فَهُوَ السَّعِيدُ الذِي بِالفَوْزِ ظَفِرَا
وَمَنْ يَكُنْ بِاليدِ اليسْرَى تَنَاوَلَهَا ... دَعَا ثُبُورًا وَللنِّيرَانِ قَدْ حُشِرَا