يحصل لك لَوْ كَانَ غيرك فوقك فِي الْمَال أو فِي المنصب، إنه مسكين، ما نقص من دنياك ولا من آخرتك مثقال ذرة.
وإِذَا رَأَيْت قلبك صافياً محباً لإخوانك من المُسْلِمِيْنَ الْخَيْر كارهاً لهُمْ ما تكره لنفسك، فهذه بشارة للمستقيم، وليسمَعَ إلي ما ورد عن أنس بن مالك قال كنا جلوساً عِنْدَ رسول الله ? فَقَالَ "يطلع الآن عليكم رجل من أَهْل الْجَنَّة فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه، قَدْ علق نعَلَيْهِ بيده الشمال.
فَلَمَّا كَانَ الغد قال النَّبِيّ ? مثل مقالته أيضاً فطلع الرجل عَلَى مثل حاله الأول فَلَمَّا قام النَّبِيّ ? تبعه عَبْد اللهِ بن عمرو أي تبع ذَلِكَ الرجل فَقَالَ إني لاحيتُ أبي، فأقسمت أني لا أدخل عَلَيْهِ ثلاثاً، فإن رَأَيْت أن تؤريني إليك حتي تمضي فعلت قال نعم قال أنس فكَانَ عَبْد اللهِ يحدث أنه بات معه تلك الثلاث الليالي فلم يره يقوم من الليل شيئاً غَيْرَ أنه إِذَا تعارَّ من الليل ذكر الله عَزَّ وَجَلَّ وكبر، حتي قام لصلاة الفجر.
قال عَبْد اللهِ غَيْرَ أني لم أسمعه يَقُولُ إلا خيراً فَلَمَّا مضت الثلاث الليالي وكدت أن أحتقر عمله قُلْتُ يا عَبْد اللهِ لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر ولكن سمعت رسول الله ? يَقُولُ لك ثلاث مرات يطلع عليكم الآن رجل من أَهْل الْجَنَّة فطلعت أَنْتَ الآن فأردت أن آوي إليك فأنظر عملك فأقتدي بك فلم أرك عملت كبير عمل فما الَّذِي بلغ بك ما قَالَ رَسُولُ اللهِ ? قال ما هُوَ إلا ما رَأَيْت فَلَمَّا وليت دعاني فَقَالَ ما هُوَ إلا ما رَأَيْت غَيْرَ أني لا أجد فِي نفسي لأحد من المُسْلِمِيْنَ غشاً ولا حسداً عَلَى خَيْر أعطاه الله إياه فَقَالَ عَبْد اللهِ هذه التي بلغت بك رواه أَحَمَد بإسناد صحيح.