للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حجه، ولم يزل محجوجاً من عهد إبراهيم مذكوراً في كتب الأنبياء بأحسن وصف، وكَانَ من أكمل النَّاس تربية ونشأة لم يزل معروفاً بالصدق والبر والعدل ومكارم الأخلاق وترك الفواحش والظلم وكل وصف مذموم.

مشهوداً له بذَلِكَ عِنْدَ جَمِيع من يعرفه قبل النبوة وممن آمن به وكفر بعد النبوة، لا يعرف له شَيْء يعاب به لا في أقواله ولا في أفعاله ولا في أخلاقه ولا جربت عَلَيْهِ كذبة قط ولا ظلم ولا فاحشة.

وكَانَ خلقه وصورته من أكمل الصور وأتمها وأجمعها للمحاسن الدالة علي كماله، وكَانَ أمياً من قوم أميين لا يعرف لا هُوَ ولا هم ما يعرفه أَهْل اْلكِتَاب ((التَّوْرَاةَ وَالإنجِيلَ)) .

ولم يقَرَأَ من علوم النَّاس ولا جالس أهلها ولم يدع بنبوة إلي أن أكمل الله له أربعين سنة فأتي بأمر هُوَ أعجب الأمور وأعظمها وبكلام لم يسمَعَ الأولون والآخرون بنظيره.

وأخبر بأمر لم يكن في بلده ولا في قومه من يعرف مثله ولم يعرف قبله ولا بعده، لا في مصر من الأمصار ولا في عصر من الأعصار من أتي بمثل ما أتي به ولا من ظهر كظهوره.

ولا من أتي من العجائب والآيات بمثل ما أتي به ولا من دعا إلي شريعة أكمل من شريعته، ولا من ظهر دينه علي الأديان كُلّهَا بالعلم والحجة وباليد والقوة كظهوره.

ثُمَّ إنه اتبعه اتباع الأنبياء وهم الضعفاء من النَّاس وكذبه أَهْل الرئاسة

<<  <  ج: ص:  >  >>