.. وَمَنْ قَالَ فِي الدُّنْيَا يَرَاهُ بِعَيْنِهِ ... فَذَلِكَ زِنْدِيقٌ طَغَى وَتَمَرَّدَا
وَخَالَفَ كُتبَ الله وَالرُّسلَ كُلَّهُمْ ... وَزَاغَ عَنِ الشَّرْعِ الشَّرِيفِ وَأَبْعَدَا
وَذَلِكَ مِمَّنْ قَالَ فِيهِ إِلَهَنَا ... يُرَى وَجْهُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَسْوَدَا
وَلَكِنْ يَرَاهُ في الجِنَانِ عِبَادُهُ ... كَمَا صَحَّ في الأَخْبَارِ نَرْوِيهِ مُسْنَدَا
وَنَعْتَقِدُ الْقُرْآنَ تَنْزِيلَ رَبِّنَا ... بِهِ جَاءَ جِبْرِيلُ النَّبِيَّ (مُحَمَّدَا)
وَأَنْزَلَهُ وَحْيًا إِلَيْهِ وَأَنَّهُ ... هُدَى الله يَا طُوبى بِهِ لمن اهْتَدَى
كَلام كريم مُنْزَلٌ من إلهنا ... بِأَمْرٍ وَنَهْيٍ وَالدَّلِيلُ تَأَكَّدَا
كلام إلِهِ الْعَالَمِينَ حَقِيقَة ... فَمَنْ شَكَّ في هَذَا فَقَدْ ضَلَّ وَاعْتَدَى
وَمِنْهُ بَدَا قَوْلاً ولا شَكَّ أَنَّهُ ... يَعُودُ إِلى الرَّحْمَنِ حَقًّا كَمَا بَدَا
فَمنْ شَكَّ فِي تَنْزِيلِهِ فَهُوَ كَافِرٌ ... وَمَنْ زَادَ فِيهِ قَدْ طَغَى وَتَمَرَّدَا
وَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ كَلامُ إلهنَا ... فَقَدْ خَالَفَ الإِجْمَاعِ جَهْلاً وَأَلْحَدَا
وَنُؤْمِنُ بِالْكُتبِ الَّتِي هِيَ قَبْلَهُ ... وَبِالرُّسلَ حَقًّا لا نُفَرِّقُ كَالْعَدَا
وَإِيمَانُنَا قَوْلٌ وَفِعْلٌ وَنِيَّةٌ ... وَيَزْدَادُ التَّقْوَى وَيَنْقُصُ بِالرَّدَى
فَلا مَذْهَبَ التَّشْبِيهِ نَرْضَاهُ مَذْهَبًا ... وَلا مَقْصَدَ التَّعْطِلِ نَرْضَاهُ مَقْصَدَا
وَلَكِنَّ بِالْقُرْآنِ نَهْدِي وَنَهْتَدِي ... وَقَدْ فَازَ بِالْقُرْآنِ عَبْدٌ قَدِ اهْتَدَى
وَنُؤْمِنُ أَنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ كُلَّهُ ... مِنَ اللهِ تَقْدِيرًا عَلَى الْعَبْدِ عُدِّدَا
فَمَا شَاءَ رَبُّ الْعَرْشِ كَانَ كَمَا يَشَا ... وَمَا لَمْ يَشَا لا كَانَ فِي الْخَلْقِ مُوجَدَا
وَنُؤْمِنُ أَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ وَأَنَّنَا ... سَنُبْعَثُ حَقًّا بَعْدَ مَوْتَتِنَا غَدَا
وَأَنَّ عَذَابَ الْقَبْرَ حَقٌّ وَأَنَّهُ ... عَلَى الْجِسْمِ وَالرُّوحِ الَّذِي فِيهِ أُلْحِدَا
وَمُنْكَرُهُ ثُمَّ النَّكِيرُ بِصُحْبَةٍ ... هُمَا يَسْأَلانِ الْعَبْدَ فِي الْقَبْرِ مُقْعَدَا
وَمِيزَانُ رَبِّي وَالصِّرَاطُ حَقِيقَةً ... وَجَنَّتُهُ وَالنَّارُ لَمْ يُخْلَقَا سُدَى