للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والناسُ يَحتاجُونَ إليهِ في كُلِّ وقتٍ قَالَ حَرْبٌ: سمعتُ أحمدَ بن حَنبلٍ يقولُ: الناسُ مُحتَاجُونَ إلى العِلْمِ قبلَ الخُبْزِ والماءُ، لأنَّ العِلْمَ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الإِنْسِانُ في كُلِّ سَاعَةٍ، وَالخُبْزُ وَالمَاءُ في اليومِ مرةً أو مرَّتيْنِ.

وقَالَ شيخُ الإسلامِ ابن تيميةَ في قصيدةٍ له حلَّ بها لُغْزًا لَفْظةَ عِلم:

والعلمُ بالرحمنِ أَولُ صَاحِبٍ

وَأَهمُّ فَرْضِ اللهِ في مَشْرُوعِهِ

وَأَخُو الدِّيَانَةِ طَالِبٌ لِمَزِيدِهِ

أَبَدًا وَلمَّا يَنْهِهِ بِقُطُوعِهِ

والْمَرْءُ حَاجَتُهُ إِلَيْهِ أَشَدُّ مِنْ

فَقْرِ الْغِذَاءِ لِعِلْمِ حُكْمِ صَنِيعِهِ

فِي كُلِّ وَقْتٍ والطَّعَامُ فإنَّما

يَحْتَاجُهُ فِي وَقْتِ شِدَّةِ جُوعِهِ

وَهُو السَّبِيلُ إِلى الْمَحَاسِنَ كُلَّهَا

والصَّالِحَاتُ فَسَوْأةً لِمُضِيعِهِ

آخر:

كَمْ مِنْ حَيَاءٍ وَكَمْ عَجْزٍ وَكَمْ نَدَمٍ ... جَمٍّ تَوَلَّدَ لِلإِنْسَانِ مِنْ كَسَلِ

[إِيَّاكَ عَنْ كَسَلٍ فِي الْبَحْثِ عَنْ شُبُهٍ ... فما عَلِمْتُ وَمَا قَدْ شَذَّ عَنْكَ سَلِ]

وَإِذَا أَرَدْتَ مِنْ الْعُلومِ أَجَلَّهَا ... نَفَعًا وَأَزْكَاهَا وَأَعْلَى الْمَطْلبَ

فَعُلُومُ تَوْحِيدِ الإِلهِ وَبَعْدَهُ ... فِقْهٌ بِدِينٍ فَهُوَ أَعْلَى الْمَكْسَبِ

آخر:

حَدِيث رِجَالِ العلم أَهْوَى وَأشْتَهِي ... كَمَا يشتهِى الماءَ المُبَرَّد شاربُهْ

وَأفْرَحُ أنْ ألْقَاهُمُوا فِي بُحُوثِهِمْ ... كَمَا يَفْرَحُ المرءُ الذي آبَ غَائبُهْ

آخر: ... كُلَّ العُلوم سِوَى الْقُرْآن مشغلةٌ ... إلا الْحَدِيثَ وإلا الفقهَ في الدِّينِ

<<  <  ج: ص:  >  >>