ملائكة الرحمة، فإذا قبض جعلت روحه في حريرة بيضاء، فينطلق بها إلى باب السماء، فيقولون: ما وجدنا ريحًا أطيب من هذه. فيقال: ما فعل فلان ما فعلت فلانة، فيقال: دعوه يستريح فإنه كان في غم الدنيا.
وأما الكافر إذا قبضت نفسه، ذهب بها إلى الأرض، فتقول خزنة الأرض: ما وجدنا ريحًا أنتن من هذه. فيبلغ به إلى الأرض السفلى.
وروى النسائي في سننه من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«هذا الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء وشهد له سبعون ألفًا من الملائكة لقد ضم ضمة ثم فرج عنه» . قال النسائي: يعني سعد بن معاذ.
وقال هناد بن السري: حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن ابن أبي مليكة، قال: ما أجير أحد من ضغطة القبر، ولا سعد ابن معاذ الذي منديل من مناديله خير من الدنيا وما فيها.
قال: وحدثنا عبده بن عبيد الله بن عمر عن نافع قال: لقد بلغني أنه شهد جنازة سعد بن معاذ سبعون ألف ملك، لم ينزلوا إلى الأرض قط، ولقد بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«لقد ضم صاحبكم في القبر ضمة» . وقيل فيه رضي الله عنه شِعْرًا:
وورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما دفن ابنته جلس عند القبر فتربد وجهه.
ثم سري عنه فقال له أصحابه: رأينا وجهك آنفًا ثم سري فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ذكرت ابنتي وضعفها وعذاب القبر فدعوت الله ففرج عنها ويم الله لقد ضمت ضمة سمعها من بين الخافقين» .
وروي عن إبراهيم الغني عن رجل قال: كنت عند عائشة رضي الله