مشغولون فيه وما هم منهمكون فيه ومنكبون عليه من القيل والقال مما لا فائدة فيه وضرره يزيد وربما أنه ضرر خالص.
وقال آخر وإذا هممت بالباطل وما لا فائدة فيه فاجعل مكانه تسبيحًا وتهليلاً.
وينبغي أن يصون سمعه عن الإصغاء إلى أراجيف البلدان وما شملت عليه من الأحوال التي تضر ولا تنفع.
وليحرص على أن لا يأتيه من شأنه التطلع والبحث عن شؤونه وأحواله كأصحاب المقابلات والمولعين بأكل لحوم الغوافل.
وليجتنب صحبة من لا يتورع في منطقه ولا يضبط لسانه عن الاسترسال في دقائق الغيبة والتعرض بالطعن على الناس والقدح فيهم.
فإن ذلك مما يكدر صفاء القلب ويؤدي إلى ارتكاب مساخط الرب.
فليهجره وليفر منه من الأسد ولا يجتمع معه في مكان البتة.
وفي الخبر «مثل الجليس السوء كمثل الكير إن لم يحرقك بشرره علق بك من ريحه» .
وفي الأخبار السالفة أن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام «يا ابن عمران كن يقظانًا وارتد لنفسك ‘خوانًا وكل أخٍ أو صاحب لا يؤازرك على مبرتي فهو لك عدو» .
وأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام فقال له «يا داود مالي أرك منتبذًا وحدانيًا» فقال إلهي قليت الخلق من أجلك.
فقال «يا داود كن يقظانًا وارتد لنفسك أخدانًا وكل خدنٍ لا يوافقك على مبرتي فلا تصحبه فإنه لك عدو ويقسي قلبك ويباعدك مني» .