للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شِعْرًا:

لا تُعْطِ عَيْنَكَ إِلا غَفْوَةَ الْحَذَر ... وَاسْهَرْ لِنَيْلِ عُلُومِ الدِّينِ تَغْتَنِمِ

وَلا تَكُنْ فِي طِلابِ الْعِلْمِ مُعْتَمِدًا ... إِلا مُوجِدِ الأَشْيَاءِ مِنَ الْعَدَمِ

وقال آخر: من أمضى يومًا في عمره في غير حق قضاه أو فرض أداه أو مجد أثله أو حمدٍ حصله أو خير أسسه أو علم اقتبسه فقد عق يومه وظلم نفسه. ولا تسأل عن ندمه يوم ينظر المرء ما قدمت يداه.

وإذا كان هذا حرص السلف على الوقت والمحافظة عليه وتقديره عندهم فإن مما يحزن المسلم ويجرحه ويدمي القلب ويمزق الكبد أسى وأسفًا ما نشاهده عند كثيرين من المؤمنين من إضاعة للوقت تعدت حد التبذير والإسراف والتبديد.

وبالحقيقة أن السفينة هو مضيع الوقت لأن المال له عوض أما الوقت فلا عوض له.

فالعاقل من حفظ وقته وتجنب ما يضيعه عليه كالجلوس عند الملاهي والمنكرات ومطالعة في الكتب الهدمات إن من أخسر الناس أعمارًا من شغلتهم شهواتهم عن أمور دينهم ومصالح أمورهم قال الله عز وجل وتقدس {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} . وقال عز من قائل {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً} .

شِعْرًا: ... مَا أَسْرَعَ الأَيَّامِ فِي طَيِّنَا ... تَمْضِي عَلَيْنَا ثُمَّ تَمْضِي بِنَا

فِي كُلِّ يَوْمٍ أَمَلٌ قَدْ نَأَى ... مَرَامُهُ عَنْ أَجَلِ قَدْ دَنَا

أَنْذَرْنَا اللهَ وَمَا نَرْعَوِي ... فَلَيْتَ إِنْذَارَهُ أَثَّرْ بِنَا

تَعَاشِيًا وَالْمَوْتُ فِي جَدِّهِ ... مَا أَوْضَحَ الأَمْرَ وَمَا أَبْيَنَا

وَالنَّاسُ كَالأَجْمَالِ قَدْ قُرِبَتْ ... تَنْتَظِرُ الْحَيَّ لأَنْ يَظْعَنَا

تَدْنُو إِلَى الْعُشْبِ وَمِنْ خَلْفِهَا ... مُقَامِرٌ يَطْرُدُهَا بِالْقَنَا

<<  <  ج: ص:  >  >>