للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحمد الله دائمًا ويشكره ويكثر من ذكره ويسأله الثبات حتى الممات، وإذا رأيت من ابتلي بشيء من هذه المحدثات التي عمت وطمت وأفسدت الأخلاق فابذل له النصح جهدك فيما بينك وبينه واحذر من نصحه علنا بين الناس قال بعضهم:

تَعَمَّدَنِي بِنُصْحٍ فِي انْفِرَادِ ... وَجَنِّبْنِي النَّصِيحَةَ فِي الْجَمَاعَةْ

فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ ضَرْبٌ ... مِنَ التَّوْبِيخِ لا أَرْضَى اسْتِمَاعَهْ

فَإِنْ خَالَفْتَنِي وَعَصَيْتَ أَمْرِي ... فَلا تَغْضَبْ إِذَا لَمْ تُعْطَ طَاعَةْ

آخر:

فَيَا وَيْحَ أَهْلِ الظُّلْمِ وَاللَّهْوِ وَالْغِنَا ... إِذَا أَقْبَلَتْ يَوْمَ الْحِسَابِ جَهَنَّمُ

وَرَاعَهُمُ مِنْهَا تَغَيُّظُ مُحْنَقٍ ... لِخَوْفْ عَذَابٍ فِي لَظَاهَا يُحَطِّمُ

إِذَا مَا رَآهَا الْمُجْرِمُونَ وَأَيْقَنُوا ... بِأَنَّ لَهُمْ فِيهَا شَرَابٌ وَمَطْعَمُ

ضَرِيعٌ وَزَقُّومٌ وَيَتْلُوه مَشْرَبٌ ... حَمِيمٌ لأَمْعَاءِ الشَّقِّيينَ يَهْذِمُ

وَمِنْ قَطْرَانٍ كِسْوَة قَدْ تَسَرْبَلُوا ... وَسِيقُوا لِمَا فِيهِ الْعَذَابُ الْمُخَيِّمُ

آخر:

قُلْ لِلْمُؤَمِّلِ إِنَّ الْمَوْتَ فِي أَثَرِكْ ... وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْكَ الْمَوْتُ فِي نَظَرِكْ

فِيمَنْ مَضَى لَكَ إِنْ فَكَّرْتَ مُعْتَبَرٌ ... وَمَنْ يَمُتْ كُلَّ يَوْمٍ فَهُوَ مِنْ نَذُرُكْ

دَارٌ تُسَافِرُ عَنْهَا فِي غَدٍ سَفَرًا ... وَلا تَؤُبُ إِذَا سَافَرْتَ مِنْ سَفَرِكْ

تُضْحِي غَدًا سَمَرًا لِلذَّكِرِينَ كَمَا ... كَانَ الَّذِينَ مَضَوْا بِالأَمْسِ مِنْ سَمَرِكْ

اللهم أمنن علينا بإصلاح عيوبنا واجعل التقوى زادنا وفي دينك اجتهادنا وعليك توكلنا واعتمادنا واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>