للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها وإن شئت فاقرأ قوله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} .

إن ربنا الذي بيده أزمة الأمور: بيده الأمر كله في الدنيا والآخرة هو الذي يقول ذلك لا زيد ولا عمرو ولا خالدٌ ولا بكرٌ والتقوى جمال للمرء لا يماثله جمال في نظر الأفاضل المتقين ولقد أحسن من قال:

فَعَلَيْكَ تَقْوَى للهِ فَالْزِمْهَا تَفُزْ ... إِنَّ التَّقِيَّ هُوَ الْْبَهِيُّ الأَهِيبُ

وَاعْمَلْ بِطَاعَتِهِ تَنَلْ مِنْهُ الرِّضَا ... إِنَّ الْمُطِيعَ لَهُ لَدَيْهِ مُقَرَّبُ

آخر: ... إِنَّ التَّقِيَّ إِذَا زَلَّتْ بِهِ قَدَمٌ ... يَهْوِي عَلَى فُرُشِ الدِّيبَاجِ وَالسُّرِرُ

آخر: ... يُرِيدُ الْمَرْءُ أَنْ يُعْطَى مُنَاهُ ... وَيَأْبَى اللهُ إِلا مَا أَرَادَا

يَقُولُ الْمَرْءُ فَائِدَتِي وَمَالِي ... وَتَقْوَى اللهِ أَعْظَمُ مَا اسْتَفَادَا

آخر: ... أَطْيَبُ الطَّيِّبَاتِ فِعْلُ الْفَرَائِضْ ... وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ لِقَتْلِ الأَعَادِي

وَرَسُولٌ يُهْدِي إِلَيْكَ نَصِيحَةً ... تَنْتَفِعْ فِيهَا أُخَيَّ فِي الْمَعَادَ

آخر: ... أَطِعِ الإِلَهَ وَلا تُطِعْ لِهَوَاكَا ... إِنَّ الإِلَهَ إِذَا أَطِعْتَ هَدَاكَا

وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ لا تَسُودُ وَلَنْ تَرَى ... سُبل الرَّشَادِ إِذَا عَصَيْتَ الله

آخر: ... وَلا عَيْشَ إِلا مَعْ رِجَالٍ قُلُوبُهُم ... تَحُنُّ إِلَى التَّقْوَى وَتَرْتَاحُ لِلذِّكْرِ

وقوله - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر اتق الله حيثما كنت أي بأي زمان وجدت وأي مكان أقمت فإن التقوى لا تتقيد بزمان ولا مكان وإنما هي عبادة وإخلاص للرحمن وكف عن محارمه ومكافحة لهوى النفس والشيطان.

وموضعها القلب من كل إنسان على حد قوله - صلى الله عليه وسلم -: «التقوى هاهنا ويشير إلى صدره» وتظهر آثارها على الجوارح بعمل الطاعات والانكفاف عن المحرمات.

وقال - صلى الله عليه وسلم - «أن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر

<<  <  ج: ص:  >  >>