(وَصلى مَعَ النَّاس طول الْحَيَاة ... وحيدر فِي صدر مِحْرَابهَا)
(فَهَلا تقمصها جدكم ... إِذا كَانَ إِذْ ذَاك أَحْرَى بهَا)
(وَإِذ جعل الْأَمر شُورَى لَهُم ... فَهَل كَانَ من بعض أَرْبَابهَا)
(أخامسهم كَانَ أم سادساً ... وَقد جليت بَين خطابها)
(وقولك أَنْتُم بَنو بنته ... وَلَكِن بَنو الْعم أولى بهَا)
(بَنو الْبِنْت أَيْضا بَنو عَمه ... وَذَلِكَ أدنى لأنسابها)
(فدع فِي الْخلَافَة فضل الْخلاف ... فَلَيْسَتْ ذلولاً لركابها)
(وَمَا أَنْت والفحص عَن شَأْنهَا ... وَمَا قمصوك بأثوابها)
(وَمَا ساورتك سوى ساعةٍ ... فَمَا كنت أَهلا لأسبابها)
(وَكَيف يخصوك يَوْمًا بهَا ... وَلم تتأدب بآدابها)
(وَقلت بأنكم القاتلون ... أسود أُميَّة فِي غابها)
(كذبت وأسرفت فِيمَا ادعيت ... وَلم تنه نَفسك عَن عابها)
(فكم حاولتها سراةٌ لكم ... فَردَّتْ على نكص أعقابها)
(وَلَوْلَا سيوف أبي مسلمٍ ... لعزت على جهد طلابها)
(وَذَلِكَ عبدٌ لَهُم لَا لكم ... رعى فِيكُم قرب أنسابها)
)
(وكنتم أُسَارَى بطُون الحبوس ... وَقد شفكم لثم أعتابها)
(فأخرجكم وحباكم بهَا ... وقمصكم فضل جلبابها)
(فجازيتموه بشر الْجَزَاء ... لطغوى النُّفُوس وإعجابها)
(فدعٌ ذكر قومٍ رَضوا بالكفاف ... وَجَاءُوا الْخلَافَة من بَابهَا)
(هم الزاهدون هم العابدون ... هم الْعَالمُونَ بآدابها)
(هم الصائمون هم القائمون ... هم الساجدون بمحرابها)
(هم قطب مِلَّة دين الْإِلَه ... ودور الرحي بأقطابها)
(عَلَيْك بلهوك بالغانيات ... وخل الْمَعَالِي لأصحابها)
(وَوصف الْعَذْرَاء ذَات الْخمار ... ونعت الْعقار بألقابها)
(فَذَلِك شَأْنك لَا شَأْنهمْ ... وجري الْجِيَاد بأحسابها)