قلت أَخذ هَذَا من قَول مَنْصُور النمري وَقَول مَرْوَان ابْن أبي حَفْصَة وَسَيَأْتِي ذَلِك فِي تَرْجَمَة مَنْصُور النمري
(بِهِ نصر الله مَحل الْحجاز ... وأبرأها بعج أوصابها)
(وَيَوْم حنينٍ فداعيكم ... وَقد أبدت الْحَرْب عَن نابها)
(فَلَمَّا علا الحبر أَكْفَانه ... هوى مللٌ بَين أثوابها)
(فمهلاً بني عمنَا إِنَّهَا ... عَطِيَّة ربٍّ حبانا بهَا)
(وَأقسم أَنكُمْ تعلمو ... ن أَنا لَهَا خير أَرْبَابهَا)
وَقد أَجَابَهُ عَن ذَلِك صفي الدّين الْحلِيّ فِي وَزنهَا ورويها أَنْشدني ذَلِك لنَفسِهِ إجَازَة من المتقارب
(أَلا قل لشر عبيد الْإِلَه ... وطاغي قريشٍ وكذابها)
(وباغي الْعباد وباغي العناد ... وهاجي الْكِرَام ومغتابها)
(أَأَنْت تفاخر آل النَّبِي ... وتجحدها فضل أحسابها)
(بكم بَاهل الْمُصْطَفى أم بهم ... فَرد العداة بأوصابها)
(أعنكم نفى الرجس أم عَنْهُم ... لطهر النُّفُوس وألبابها)
)
(أما الرجس وَالْخمر من دأبكم ... وفرط الْعِبَادَة من دابها)
(وَقلت ورثنا ثِيَاب النَّبِي ... فكم تجذبون بأهدابها)
(وعندك لَا تورث الْأَنْبِيَاء ... فَكيف حظيتم بأثوابها)
(فَكَذبت نَفسك فِي الْحَالَتَيْنِ ... وَلم تعلم الشهد من صابها)
(أجدك يرضى بِمَا قلته ... وَمَا كَانَ يَوْمًا بمرتابها)
(وَكَانَ بصفين من حزبهم ... لِحَرْب الطغاة وأحزابها)
(وَقد شمر الْمَوْت عَن سَاقه ... وأكشرت الْحَرْب عَن نابها)
(فَأقبل يَدْعُو إِلَى حيدرٍ ... بإرغابها وبإرهابها)
(وآثر أَن يرتضيه الْأَنَام ... من الْحكمَيْنِ لإسهابها)
(ليعطي الْخلَافَة أَهلا لَهَا ... فَلم يرتضوه لإيجابها)