(قرب الْفِرَاق فليته لم يقترب ... منّا وليت مطيّه لم تقرب)
(أَيَّام عمري مَا أَقمت بطيبةٍ ... اما سواهُ فإنني لم أَحسب)
(لَيْت الزَّمَان يَدُوم لي بوصالها ... أَو لم يجد فبطيفها المتأوّب)
وَمن شعره
(شادنٌ جدّد وجدي بعد مَا ... صرت شَيخا لَيْسَ ترضاني الْعَجُوز)
(قلت جَاوز لي متاعي قَالَ قل ... غير هَذَا ذَاك شيءٌ لَا يجوز)
وَقَالَ
(شربت مَعَ غادةٍ عَجُوز طلاً ... فاستصحبت بعد منعهَا العاده)
(ليّنها السكر لي فحينئذٍ ... سلّمت أنّ الْعَجُوز قوّاده)
وَقَالَ)
(سل شجيّاً عَن فؤادٍ نزحا ... وخليّاً فيهم كَيفَ صَحا)
(ومحبّاً لم يذقْ بعدهمْ ... غير تبريحٍ بهم مَا برحا)
(مزج الدمع بذكراه لَهُم ... مثل خدّي من سقَاهُ القدحا)
(زَارَهُ الطيف وَهَذَا عجب ... شبحٌ كَيفَ يلاقي شبحا)
وَقَالَ
(أأحبابنا والعذر منّا إِلَيْكُم ... إِذا مَا شغلنا بالنوى أَن نودّعا)
(أبثّكم شوقاً أباري بِبَعْضِه ... حمام العابا رنّةً وتوجّعا)
(أَبيت سمير الْبَرْق قلبِي مثله ... أقضّي بِهِ اللَّيْل التَّمام مروّعا)
(وَمَا هُوَ شوق مُدَّة ثمَّ تَنْقَضِي ... وَلَا أَنه يبكي محباً مفجّعا)
(وَلكنه شوق على الْقرب والنوى ... أغصّ المآقي مدمعاً ثمَّ مدمعا)
(وَمن فَارق الأحباب فِي الْعُمر سَاعَة ... كمن فَارق الأحباب فِي الْعُمر أجمعا)
وَقَالَ
(لَا تسل بعد بَينهم مَا جرى لي ... من دموعٍ كأنهن الآلي)
(خففت وَطْأَة الغرام وَلَكِن ... عرفت فِي الجفون طيف الخيال)
وَقَالَ
(يَقُول لي من شعره أسود ... كالليل بل بَينهمَا فرق)
(قلت وَبِي من وَجهه أَبيض ... فَقَالَ لي هَذَا هُوَ الْحق)
وَقَالَ