(لله أَنْت أَبَا الصفاء فإنني ... ألْقى خَلِيلًا مِنْك لي ومخاللا)
(أَنْت الَّذِي حلّقت صقراً أجدلا ... وضممت فِي برديك ليثاً باسلا)
(يَا من ينفّق سوق كلّ فضيلةٍ ... أسئر فَمَا أبقيت بعْدك فَاضلا)
وَمن مدائحه النبويّة مَا أنشدنيه من لَفظه ونقلته من خطّه
(جنحت إليّ مَعَ الأَصْل الْمَذْهَب ... والركب ممتدُّ الخطا فِي الْمَذْهَب)
(وَالْيَوْم مبيض الْإِزَار وإنّما ... جنب الْإِزَار مطرّز بالغيهب)
(وَالشَّمْس قد همّت لتذهب رهبةً ... لكنّها بقيت لنا لم تذْهب)
(وعَلى الأصائل رقة فَكَأَنَّمَا ... لبست نحول العاشق المتلهّب)
(والجوّ حَيْثُ شممت ينْفخ عنبراً ... ويذرّ مِنْهُ فَوق فرق الْمغرب)
(ومبشّر النّوّار جَاءَ مخلّقاً ... لَا شكّ قد خطرت نوافح يثرب)
(وافى يبشّر بالحمى وبأهله ... يهنيكم هذي الْمَدِينَة وَالنَّبِيّ)
(هذي الْمَدِينَة أشرقت أعلامها ... يهنيكم فوتم بأشرف مطلب)
(هذي القباب كأنهن غرائس ... مجلوّة سفرت وَلم تتنقّب)
)
(هذي الحائق والنخيل وماؤها ... نم واستظل من الهواجر واشرب)
(هَذَا رَسُول الله جدّوا نَحوه ... تَجدوا النوال الجمّ والخلق الأبي)
(هَذَا رَسُول الله هَذَا أحمدٌ ... هَذَا النقي الجيب هَذَا مطلبي)
هَذَا صباح الْمُهْتَدي هَذَا ربيع المجتبي هَذَا شَفِيع المذنب
(هَذَا النَّبِي الهاشميّ الْمُجْتَبى ... من نسل إِبْرَاهِيم أكْرم من أَب)
(هَذَا المصفّى من سلالة آدم ... الطّيب ابْن الطّيب ابْن الطّيب)
(شرفت بِهِ آباؤه وَأَتَتْ بِهِ ... أبناؤه والكلّ مثل الْكَوْكَب)
(وَاخْتَارَهُ الله الْمُهَيْمِن ربّه ... وحباه بالقربى وعزّ المنصب)
(آتَاهُ فِي الْمِعْرَاج فضلا لم يكن ... لسواه من دون البريّة قد حبي)
(يَا حبّذا فِيهِ مهاجمة الدجى ... وَلَو انّه أَسد يصول بمخلب)
(ودوام إِيرَاد الركاب صوادياً ... وَالْفَجْر مثل المَاء تَحت الطحلب)
(لتنيخ فِي بَاب النبّي محمدٍ ... وتراح من طول الْمسير المتعب)
(يَا معشر العشاق هَذَا أَنْتُم ... وحبيبكم وَاللَّيْل داجي الغيهب)
(قومُوا انْظُرُوا وتمتّعوا بجماله ... وتأملو فجماله لم يحجب)
(وتزوّدوا قبل الرحيل فإنّه ... لم يبْق غير هنيهةٍ لم تذْهب)