مات. أما أن نأتمنه على بيت مال المسلمين وقد خان الله ورسوله فلا يمكن. وبه نعرف أنه لا يجوز أن يولى أعداؤنا من الكفار أو غير الكفار أسرار أمورنا؛ لأننا إذا ولّيناهم أسرار أمورنا فقد اتخذناهم بطانة.
٦ - بيان عناية الله تعالى بعباده المؤمنين حيث حذَّرهم إلى أمور قد تخفى عليهم وذلك باتخاذ البطانات السيئة.
٧ - أن أعداءنا يودون لنا ما يشق علينا؛ لقوله:{وَدُّوا مَاعَنِتُّمْ} وهنا سؤال: هل يودون ما يشق علينا في الدنيا أو الدين؟
الجواب: يشمل الأمرين فيودون ما يدمِّر جيوشنا، ويودون ما يدمِّر اقتصادنا، ويودون ما يدمِّر معارفنا، ويودون ما يدمر ديننا. والظاهر عندي -والله أعلم- أن أهم شيء لديهم هو تدمير الدين؛ لأنهم يعلمون أن ديننا إذا قوي صار فيه تدمير لهم، لكن اقتصادنا إذا قوي لا يكون فيه تدمير لهم؛ لأنهم هم أقوى منا اقتصادًا وَأقوى منا جيوشًا، وأقوى منا عدة في الوقت الحاضر، لكن الدين هو الذي يدمرهم؛ ولذلك نقول: إن كل ما يشق علينا في أمر الدين والدنيا يتطلبونه، يريدون أن يضايقونا في الدين بقدر ما يستطيعون، يودون أن يضايقونا في الاقتصاد بقدر ما يستطيعون، يودون أن يضايقونا في السلاح بقدر ما يستطيعون، يرسلون لنا من الأسلحة ما عفا عليها الزمن، من الأسلحة التي زالت منفعتها في الوقت الحاضر، وصارت بالنسبة لأسلحة الوقت الحاضر كالسكين أو الهراوة بالنسبة للأسلحة، يعني ليس فيها فائدة، هم يريدون أن يكملوا اقتصادهم وأن يشغلوا مصانعهم ولا يهمهم أن ننتفع.