٣ - أن تجنب البطانة السيئة من مقتضيات الإيمان؛ لأن الخطاب وُجِّه إلى المؤمنين.
٤ - أن اتخاذ بطانة السوء من نواقص الإيمان بناءً على القاعدة التي أصَّلناها فيما سبق وهي: أن ما كان الإيمان مقتضيًا له فإن فواته يكون نقصًا في الإيمان، ولكن هل يكون من نواقض الإيمان؟ ربما يكون، لو اتخذ هذه البطانة فيما يخرج من الإسلام.
٥ - أن الذين من دوننا لا يألوننا خبالًا، وهذا بناء على أن الجملة استئنافية للتعليل، وقد مرَّ بنا في التفسير أن من العلماء من قال: إنها صفة لما قبلها، وأن الذين من دوننا إذا كانوا لا يألوننا خبالًا فلا بأس أن نتخذهم بطانة، ولكن الظاهر الأول، أن الجملة استئنافية للتعليل يعني أن الذين من دوننا لا يألوننا خبالًا. ولنضرب لذلك مثلًا بالمؤمنين يتخذون البطانة من الكافرين، فإن الكفار لا شك أنهم لا يقصرون في طلب الخبال لنا. يذكر أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أرسل إليه أبو موسى - رضي الله عنه - يريد منه أن يولي كاتبًا نصرانيًا على بيت المال لأنه -أي هذا الكاتب النصراني- كان جيدًا في الحساب، فكتب إليه عمر أن لا تفعل وأمره بعزله، فأعاد عليه مرة ثانية يطلب منه أن يبقيه كاتبًا، فكتب إليه عمر (مات النصراني والسلام) المعنى إذا مات هل معناه أن يتعطل بيت المال أو حساب بيت المال، أي قدِّر أنه