قال الألباني في «السلسلة الضعيفة»(١٢/ ٥٨٢) بعد أن نقل كلام السيوطي:
[وأقول: لي عليه مؤاخذات:
الأولى: للبخاري ثلاثة كتب في التاريخ «الكبير»، و «الأوسط»، ... و «الصغير»، فهو أطلق العزو إليه، والمتبادر في هذه الحالة هو «الكبير»، ولم أر الحديثَ فيه، وقد ترجم في «الكبير» ترجمة مختصرة جداً، فقال (٣/ ٢ / ١٩٦): «هشام بن ناصح. روى عنه داود بن رشيد. يروي عن سعيد بن ... عبدالرحمن، عن فاطمة الصغرى».
فأقول: هشام هذا، لم أرَ له ذِكراً في شيء مِن كتُب التراجم الأخرى المتأخرة منها أو المتقدمة، حتى «ثقات ابن حبان» منها!
وعليه؛ فهو مجهول. ومثلُه شيخُه سعيدُ بن عبدالرحمن، فإني لم أعرفه في جملة من الرواة بهذا الاسم.
الثانية: قوله: (فاطمة الكبرى) وهم! ولعله من بعض الناسخين، فقد تقدم عن «تاريخ البخاري» أنَّ سعيداً هذا روى عن فاطمة الصغرى. وهي فاطمة بنت حسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما -. وأما فاطمة الكبرى، فهي فاطمة الزهراء بنتُ رسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ورَضِي عنها.
الثالثة: يتبين مما سبق أنَّ هذا الإسنادَ مُظلمٌ ومُنقَطِع. فقَولُ السيوطي: ... «وهذا أصل أصيل ... » إلخ، ساقطُ الاعتبارِ، وإنْ نقلَه ابنُ عِراق وارتضاه!
وقد مضَى الحديثُ مختصراً بألفاظٍ متقاربة، وبأسانيدَ مختلفة، أحدهما