(قال: فقلنا لحذيفة: هل كان عمر يعلم من الباب؟ قال: نعم كما يعلم أنَّ دون غد الليلة إني حدثته حديثًا ليس بالأغاليط).
قال: فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب؟ فقلنا لمسروق: سله. فقال: عمر، وفي رواية لمسلم وأحمد، قال حذيفة: كنا عند عمر فقال: أيكم سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكر الفتن؟ فقال: فقال قوم: نحن سمعناه. فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره. قالوا: أجل. قال: تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة ولكن أيكم سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر الفتن تموج كموج البحر؟ قال حذيفة: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:(تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا، فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء. وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادًا كالكوز مجخيًا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أشرب من هواه).
قال حذيفة وحدثته أن بينك وبينه بابًا مغلقًا يوشك أن يكسر. قال أكسرًا لا أبا لك. فلو أنه فتح لعله كان يعاد. قال لا بل يكسر. وحدثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت. حديثًا ليس بالأغاليظ.
قال أبو خالد: فقلت لسعد بن طارق: يا أبا مالك: ما أسود مربادًا إذا؟ قال: قال سده البياض في سواد. قال قلت فما الكوز مجخيًا؟ قوله:(إنك لجريء) بجيم مفتوحة وهمزة في آخره اسم فاعل من الجرأة وهي الإقدام على الصعب. وقيل: جريء غير مستحي.
(وفتنة الرجل في أهله) هو ما يعرض له معهم من سوء محبته لهم وشحه عليهم وشغله بهم أو لتفريطه (بما يلزم من القيام بحقوقهم).
وقوله (تكفرها الصلاة والصيام والصدقة).
ونقل ابن مفلح عن ابن هبيرة أنها المفروضات ثم أضيف إليها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وجعل بمنزلتها.
وقوله في الرواية الأخرى: تعرض الفتن على القلب كالحصير. قال الحميدي في