وبسنده عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:(إن داود -عليه السلام- قال فيا يخاطب ربه -عزَّ وجلَّ- يا رب أي عبادك أحب إليك أحبه بحبك قال: يا داود أحب عبادي إليّ تقي القلب تقي الكفين لا يأتي إلى أحد سوءًا ولا يمشي بالنميمة تزول الجبال ولا يزول أحبني وأحب من يحبني ويحببني إلى عبادي. قال: يا رب إنك تعلم أني أحبك وأحب من يحبك فكيف أحببك إلى عبادك؟ قال: تذكرهم بآلائي وبلائي ونعمائي. يا داود إنه ليس من عبد يعين مظلومًا أو يمشي معه في مظلمته إلا أثبت قدميه يوم تزول الأقدام).
وفي الصحيحين، ومسند أحمد، وسنن النسائي من حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(على كل مسلم صدقة- قال: أرأيت إن لم يجد؟ قال: يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قال أرأيت إن لم يستطع قال: يعين ذا الحاجة الملهوف قال: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يأمر بالمعروف أو الخير قال: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: يمسك عن الشر فإنها صدقة).
قوله:(يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق) مرفوع في المواضع الثلاثة وقوله: (يعين ذا الحاجة الملهوف) فالملهوف يطلق على المتحير، وعلى المضطر وعلى المظلوم المستغيث.
وقوله:(يمسك عن الشر فإنها صدقة) أي صدقة على نفسه، والمراد أنه إذا أمسك عن الشر لله -تعالى- كان له أجر على ذلك، كما أن للمتصدق بالمال أجرًا.
وفي صحيح مسلم، ومسند أحمد، وسنن ابن ماجه من حديث أبي ذر جندب بن جنادة الغفاري -رضي الله عنه- أن ناسًا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي ونصوم ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال: أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة) الحديث هذا لفظ مسلم وأحمد، وفي رواية لأحمد عن أبي سلام، قال: قال لي أبو ذر قلت: يا رسول الله من أين أتصدق وليس لي