وفي رواية نحوه. قالوا: كيف ينصره ظالمًا؟ قال: يأخذ فوق يده".
ورواه مسلم في جملة حديث.
قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
قال الإمام أبو بكر البيهقي: ومعنى هذا أن الظالم مظلوم من جهته كما قال تعالى: {ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه} فكما ينبغي أن ينصر المظلوم إذا كان غير نفس الظالم ويدفع الظلم عنه، كذلك ينبغي أن ينصر إذا كان نفس الظالم ليدفع ظلمه عن نفسه وإنما أمر كلَّ واحد بنصرة أخيه المسلم إذا رآه يظلم وقدر على نصره، وكذلك إذا كان ظالمًا يرده بأي وجه قدر عليه.
وفي مسند أحمد، وغيره من حديث جابر -رضي الله عنه- قال: اقتتل غلامان غلام من المهاجرين وغلام من الأنصار. فنادى المهاجر أو المهاجرون: يا آل المهاجرين، ونادى الأنصار يا آل الأنصار فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ما هذا) دعوى الجاهلية؟ قالوا: لا يا رسول الله إلا أن غلامين اقتتلا فكسع أحدهما الآخر فقال: لا بأس ولينصر الرجل أخاه ظالمًا كان أو مظلومًا، إن ظالمًا فلينهه، فإنه له نصر، وإن كان مظلومًا فإنه له نصر).
أما تسميته -صلى الله عليه وسلم- لذلك دعوى الجاهلية فهو كراهة (منه لذلك) لأنه مما كان عليه الجاهلية من التعاضد بالقبائل في أمور الدنيا وكانت تأخذ حقوقها بالعصبات والقبائل فجاء الإسلام بإبطاله وفصل القضايا بالأحكام الشرعية- والله أعلم.
وروى الإمام أحمد -بسنده- عن المقدام أبي كريمة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:(أيما مسلم أضاف قومًا فأصبح الضيف محرومًا فإن حقًا على كل مسلم نصره حتى يأخذ بقرى ليلته من زرعه وماله).
وروى أبو بكر البيهقي -بسنده- عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خذوا على أيدي سفهاءكم).