للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجمل غير المنفصل؛ لأن المعرف هو مجموع التصورات, والتغاير بين مجموع التصورات وتصور المجموع ظاهر, لتقدم الأول على الثاني, وقد نصوا على أن الحد الحقيقي يدل على المحدود مطابقة, وكيف يدل لفظ الجزء على الكل مطابقة وليس اللفظ بمشترك؟ , فإذن التعريف بمجموع الأجزاء, وهي وإن كانت عينًا باعتبار, فهي غير باعتبار, فللمعنى لفظان: لفظ من حيث الإجمال وهو اللفظ المفرد الموضوع للمحدود, ولفظ مركب وهو من حيث التفصيل, وذلك لفظ الحد, وكلاهما يدل على المحدود مطابقة, وهما غير مترادفين, ضرورة أن ما دل على الشيء بطريق التفصيل غير ما دل عليه إجمالًا, فالحد إنباء عن المحدود تفصيلًا, وهو معنى قوله: (أنبأ عن ذاتياته) لأنه أنبأ عنه بإنبائه عن ذاتياته, وهو معنى قوله: (لأن الحد يدل على المفردات) , فلفظ الأجزاء المادية دل عليها وتركيبها على وجه حصل لها صورة وجدانية مطابقة للمحدود يدل على الجزء الصوري, فدل الحد على المحدود مطابقة.

وقوله: (والرسمي ما أنبأ عن الشيء بلازم له) أي لا عن ذاتياته, وبلازم له يخرج المفارق, كالضحك بالفعل, واللام في قوله: (له) للاختصاص, إذ لو لم يكن مختصًا لم يكن مطردًا, ولابد وأن يكون ظاهرًا على ما يأتي, والمثال المذكور غير مطرد وغير منعكس, لكن لا اعتراض على المثال.

<<  <  ج: ص:  >  >>