للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السلف من التمسك بالكتاب والسنة وترك الدعاوى، وله كرامات خارقة وكان يبذل جهده فى كتم لحاله والله تعالى يظهر خبره وبركته من غير قصد منه لذلك، وكان لا يعرف صومه من فطره فلا يرى أكلا قط.

ومن كلامه: الفقير بحال البكر إذا سأل زالت بكارثة. ولم يصحب قط أميرا ولا وزيرا، وكان دعائه «اللهم بعدنا عن الدنيا وعن أهلها» وكان قد أشار عليه بعض العلماء بأن يتزوج، فتزوج قرب موته ورزق ولدين ومات آخر ليلة تسفر عن ثامن شهر ربيع الاخر سنة خمس وتسعين وستمائة، ولم يملك درهما ولا دينارا، بل وجد عليه ألف درهم دينا فأوفى عنه، ودفن بجوار مسجد الفتح وقبره يزار إلى يومنا هذا، أعاد الله علينا من بركاته ونفعنا به فى الدنيا والآخرة.

***

[ذكر شطا]

أعلم أن شطا من أعمال دمياط، وهي بين تنيس ودمياط وإليها تنسب الثياب لشطارية ويقال أنها عرفت بشا ابن الهاموك، وكان أبوه خال المقوقس، وكان علي دمياط، فلما فتح عمرو بن العاص مدينة دمياط فخرج إليه شطا وأسلم علي يد عمرو وحسن إسلامه، وكان قبل الإسلام فيه الخير ويميل إلي ما يسمعه من سيرة أهل الإسلام، ومات شهيدا في ليلة النصف من شعبان سنة إحدي وعشرين من الهجرة، وكانت ليلة الجمعة ودفن خارج دمياط وهو مكانه الآن. وصاروا الناس يجتمعون هناك في ليلة النصف من شعبان في كل عام إلي يومنا هذا.

***

<<  <   >  >>