للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ذكر حدود أرض مصر وجهاتها وأقطارها على سبيل الاختصار]

أعلم أن التحديد هو صفة المحدود وهو نهاية الشيء. قال أبو الصلت (١) أمية الأندلسي:

أن حد مصر في الطول من مدينة برقة التي في جنوب البحر الرومي إلي إيلة (٢) من ساحل الخليج، الخارج من بحر الحبشة والزنج (٣) والهند والصين، ومسافة ذلك قريب من أربعين يوما، وحدها في العرض من مدينة أسوان وأعمالها من الصعيد الأعلى المزاحم لأرض النوبة إلي رشيد وما حاداها من مسافة النيل في البحر الرومي، ومسافة ذلك من ثلاثين يوما ويكنفها في العرض إلي منتهاها جبلان أحدهما في الضفة الشرقية من النيل وهو من المقطمة والآخر من الضفة الغربية وضيعهما من لدن أسوان إلى أن ينتهيا إلي الفسطاط، إلي حين ويمر بسبع مسافة ما بينهما، وينفرج قليلا تأخذ المقطمة منها شرقا والآخر مغربا، ثم يتسع في أرض مصر من الفسطاط إلي ساحل البحر الرومي الذي عليه الفرما وتنيس ودمياط ورشيد والأسكندرية، ومن هنا ينقطع في عرضها الذي هو مسافة ما بين أويلها في الجنوب [وأوغلها] (٤) في الشمال.

***


(١) هو أمية بن عبد العزيز الأندلسى الدانى أبو الصلت: حكيم، أديب من أهل دانية بالأندلس. ولد فيها ورحل إلي المشرق فأقام بمصر عشرين سنة عاما، سجن فى خلالها ونفاه الأفضل شاهنشاه منها فرحل إلي الأسكندرية، ثم انتقل إلى المهدية (من أعمال المغرب) فأتصل بأميرها يحيي بن تميم الصنهاجي، وأبنه على بن يحيي، ومن تصانيفه «الحديقة» ورسالة عن الأسطراب والوجيز فى علم الهيأة والأدوية المفردة وتقويم الذهن في علم المنطق، وله شعر فيه رقة وجودة. ولد سنة ٤٦٠ هـ/ ١٠٦٨ م ومات سنة ٥٢٩ هـ/ ١١٣٥ م.
(٢) بالفتح مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلى الشام، قال أبو عبيدة: أيلة مدينة بين الفسطاط ومكة علي شاطيء بحر القلزم، تعد فى بلاد الشام ..
(٣) بضم أوله وسكون ثانيه وآخره جيم من قرى نيسابور عن العمرانى.
(٤) إضافة من خطط «المقريزى»

<<  <   >  >>