فقالت: يا أمير المؤمنين أن هذا الذهب من الطين ومن عدلك يا أمير المؤمنين وعندى منه شئ كثيرة، ولا تشمت بى أعداء برده فعند ذلك قبله المأمون منها وأقطعها عدة ضياع وأعطاها من قريتها طاء النمل مائتا بعير خراج، وانصرف وهو متعجبا من كبر مروتها وسعة حالها، وقيل أن المأمون فرق ذلك الذهب جميعه على عساكره بالكبشة هو بنفسه، فرحم الله تلك الأرواح الطاهرة.
***
[ذكر الديوان]
قال القاضى أبو الحسن الماوردى: الديوان محفوظ بحفظ ما تعلق بحقوق السلطنة من الأعمال والأموال ومن يقوم بها من الجيوش والعمال فى تسمية ديوانا، وجهان أحدهما أن كسرى أنو شروان أطلع ذات يوم على كتاب ديوانه فرأهم يحسبون مع أنفسهم، فقال ديوانه أى مجانين فسمى موضعهم بهذا الأسم، ثم حذفت الهاء منه عند كثرة الاستعمال له تحقيقا للأسم فقيل ديوان، والثانى الديوان اسم بالفارسية للشياطين فسمى الكتاب باسمهم لحذقهم بالأمور، ووقوفهم على الجلى والخفى، وجمعهم على ما قرب وبعد فسمى مكان جلوسهم باسمهم فقيل ديوان.
أعلم أن كتابة الديوان على ثلاثة أقسام: كتابة الجيوش والعساكر وكتابة الخراج وكتابة الإنشاء والمكاتبات، ولا بد لكل دولة من استعمال هذه الأقسام الثلاثة.