للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرادوا خلع الخليفة حمزة من الخلافة فقال اشهدوا على أنى قد خلعت نفسى من الخلافة وخلعت السلطان أينال من السلطنة، فاضطرب المجلس لذلك، فقال قاضي القضاة علم الدين صالح البلقيني ان خلعه السلطان لا يصح وقد بدأ بخلع نفسه أولا ثم استثنى بخلع السلطان وهو غير متولى للخلافة فلم يصح منه عزله للسلطان، فعدت هذه من النوادر، فلما عزل الخليفة حمزة من الخلافة تكلموا فيمن يلى بعده الخلافة فوقع الاتفاق على ولاية أخيه الجمالى يوسف بن محمد المتوكل.

[ذكر خلافة المستنجد بالله أبى المحاسن يوسف بن محمد المتوكل على الله]

وهو الثالث عشر من خلفاء بني العباس بمصر، بويع بالخلافة بعد خلع أخيه حمزة فى يوم الخميس ثالث عشر رجب سنة تسع وخمسين وثمانمائة، وكانت صفة ولايته أن السلطان عمل موكبا بالقصر وطلب القضاة الأربع وهم علم الدين صالح البلقيني الشافعي وسعد الدين الديرى الحنفى وولى الدين السنباطى المالكي وعز الدين الحنبلى، فلما تكامل المجلس سكتوا القضاة ساعة لم يتكلم منهم أحد فى شيء، فقال قاضي القضاة علم الدين البلقيني نقل بعض علماء مذهبي أن السلطان له أن يعزل الخليفة ويولى غيره، فهذا كان حاصل المسألة فى خلع الخليفة حمزة وولاية أخيه الجمالى يوسف، فعند ذلك قام القاضي محب الدين بن الأشقر كاتب السر وقال في المجلس نشهد عليك يا مولانا السلطان أنك عزلت الخليفة حمزة من الخلافة ووليت أخاه الجمالي يوسف، فقال نعم، فأحضروا له التشريف وأفيض عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>