للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى ذى الحجة استقر تقى الدين بن نصر الله (١) في نظر الدولة، وكانت شاغرة مدة طويلة - وفيه (٢) توفى الناصري محمد الصغير معلم النشاب وكان أستاذا في هذا الفن، وقد جاوز الثمانين سنة من العمر، وهو والد عبد العزيز الذى ولى الحسبة - وفيه (٣) ثار جماعة من المماليك الجلبان ونزلوا إلى بيت ابن أبي الفرج الأستادار على حين غفلة ونهبوا ما فيه عن آخره واختفى هو، ثم طلع إلى السلطان واستعفى من الأستادارية، فأعفاه السلطان من ذلك وقرر فيها قاسم الكاشف، وبقى ابن أبي الفرج في نقابة الجيش على عادته - وفيه قدم نجاب ببشارة الحاج وأخبر بأن المبشر قد عوقوه العربان في الطريق فلم يحضر أحد من الجند بالبشارة على العادة، انتهى ذلك.

[ثم دخلت سنة تسع وخمسين وثمانمائة]

فيها في المحرم قدم قاصد من عند الأمير إبراهيم بن قرمان أمير التركمان (٤) وعلى يده مكاتبة مضمونها أنه أرسل يشكو فيها من ملك الروم محمد بن عثمان، فما اكترث السلطان بذلك، ثم أرسل إليه بجواب هين وما أكرم قاصده فمضى غير راض، وكان هذا سبباً لعصيان ابن قرمان كما سيأتى الكلام على ذلك - وفيه (٥) تغير ماء النيل تغيراً فاحشاً وغلبت عليه الخضرة جداً حتى تعجب الناس من ذلك - وفيه (٦) نودي في القاهرة بخروج


(١) انظر النجوم الزاهرة ص ٤٥١ و ٤٥٣ حيث يقول أن السلطان خلع «على شخص من الأقباط يعرف بابن النجار واستقر به ناظر الدوله»، وهو شمس الدين نصر الله بن النجار وسيأتى ذكره هنا فيما بعد (ص (٢٠) عندما يتولى الوزارة في ربيع الأول سنة ٨٥٩.
(٢) في يوم الجمعة ٢٣ منه النجوم الزاهرة ص ٥٧٧، وحوادث الدهور ص ٣٦١/ ٣٦٢.
(٣) في يوم الاثنين ٢٦ منه النجوم الزاهرة ص ٤٥٢.
(٤) في يوم الاثنين ١٧ منه - حوادث الدهور ص ٢٢١. راجع:
Weil، Gesch.d.Abbas.Chalifats، II، ٢٧٦; E.J.، Art. "Karamân Oghlû"; Zambaur' Manuel، p. ١٥٨: وانظر أيضا
(٥) انظر حوادث الدهور ص ٢١١/ ٢٢٢
(٦) في يوم الثلاثاء ١٨ منه المرجع السابق ص ٢٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>