اصطفت العساكر والتحم الفريقان ثبت السلطان محمد بن قلاوون ثباتاً عظيماً وأمر بجواده فقُيِّد حتى لا يهرب، وبايع الله تعالى في ذلك الوقت وجرت خطوب عظيمة، وقتل جمع من سادات الأمراء من المسلمين، ثم نزل النصر على المسلمين قريبا من العصر يومئذ، واستظهر المسلمون عليهم، ولله الحمد والمنة، فلما جاء الليل لجأ التتر إلى اقتحام التلول والجبال والآكام، فأحاط بهم المسلمون يحرسونهم من الهرب، ويرمونهم عن قوس واحدة إلى وقت الفجر، فقتلوا منهم ما لا يعلم عدده إلا الله ﷿، وجعلوا يجيئون بهم في الحبال فتضرب أعناقهم، وصدق الله إذ يقول: ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾ [سورة الأنفال، الآية رقم: ١٧](١).
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك يا ذا الجلال، اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل الدين، ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأسئلة:
١ - كانت معركة شقحب من المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي، فمتى كانت هذه المعركة؟
٢ - هل كان لشيخ الإسلام ابن تيمية دور في هذه المعركة؟ وما هو هذا الدور؟
٣ - اذكر أسباب النصر التي اجتمعت للمسلمين في هذه المعركة وكان لها دور في انتصار المسلمين.
(١) البداية والنهاية لابن كثير (١٨ - ٢٦ - ٢٩) باختصار.