للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستشهدت على ذلك بأقوال المفكرين وعلماء الأخلاق والتربية فقد فضل الفيلسوف تولستوي أن ينشأ الولد على الجهل بتلقينه الدين كما هو الحالة الآن على أن يعلم ديناً مملوءاً بالأكاذيب قال إننا لا نلاحظ هذا الغلط بل إن الأولاد يشعرون به وهذا التعليم يشوش الفكر وقال الين كي بحذف الدين من المدرسة ولكن يجب على الوالدلين العقلاء أن يشرحوا لأولادهم التوراة والإنجيل وذهب كارل روتجر مذهب روسو في أن الواجب عدم ذكر الله للأولاد حتى إذا شبّ يصبح مسيحياً حقيقياً وأوصى كوبو بأن يلتزم الآباء الامتناع عن الأسئلة الدينية ويعلمون أن كل ما يحبون الاطلاع عليه من مختلف المعتقدات وينبغي للآباء أن لا يحاذروا إذا سألهم أبناؤهم أسئلة لا يعرفون جوابها أن يقولوا لا ندري لأن نصف العلم لا أدري.

التربية العقلية

اتفقت الآراء على أن الواجب تلقين الطفل مبادئ التربية الطبيعية بتقوية عضلاته والسهر على صتحه ونشاطه وتهذيب أخلاقه وتربية عقله وإنارته، ووقع الاختلاف بين علماء التربية ففريق يقول أن تربية العقل عبارة عن إنارة الفكر وتحسين الذوق وتلقين الأدب وحب الجمال والتكمل، وآخر يقول بأن الواجب تهيئته لعلم واسع ومعرفة صحيحة، ويقول بعضهم أن الواجب تنمية ذكائه، على أن الذكاء ليس مما ينال بالتعمد وتنشأ قواه بالأسباب بل يتكوّن من دون أن يبحث عنه ويقصد بالذات مباشرة فينشأ من أسباب عديدة ومن الانتخاب الطبيعي الذي يحيا به الأشخاص المستعدون ومن عمل كل فرد لما يضمن له بقاءه ويحسن عيشه ومن بواعث الحياة الاجتماعية التي تتزايد اليوم بعد اليوم وتتنوع أساليبها، فالولد يبحث من نفسه عما يحصله من المقدمات لعقله فيعرف الأشياء بدون أن نحتاج إلى تعريفها له ويفكر ويتأمل من تلقاء نفسه بدون أن نضطر إلى أن نحثه على ذلك ويشرع بنفسه في توخي الطرق إلى التخلص من مآزق الحياة فتراه إذا فرغ من درسه في المدرسة يعقد له صلات عديدة مع غيره ويبحث في الشؤون بذاته ويهتم بما يجري حواليه وينصت لأحاديث المسنين أكثر منه ويشاركهم في موضوعاتهم ويغتنم كل فرصة ليعد عقله وفكره، وأحاديث الأسرات على المائدة وما يتبادل فيها من الأفكار بين أهل البيت ويطرق فيها من مختلف الموضوعات في ساعات الفراغ أكثر فائدة لعقل الطفل من كل من يتمرن