فأوقدتم. فقال لهم: نهيتكم عن معاقرة الشراب فعاقرتم ونهيتكم عن الإيقاد في الاختصاص فأوقدتم. وهم بتأديبهم فقالوا مهلاً: هاتان بهاتين. وانصرف عنهم. وإنما نهأهم عن المعاقرة وهي إدمأن الشرب. حتى يسكروا ولم ينههم عن الشرب. وأصل المعاقرة وهي إدمأن الشرب حتى الشرب. وأصل المعاقرة من عقر الحوض وهو الشاربة وكذلك قال الأشج لبنيه: لا تبسروا ولا تبخلوا ولا تعاقروا فتسكروا ولو كلن ما شربوا عنده خمراً لحدهم كما حد ابنه في الخمر. وبلغه عن عامله بد ستميسان أنه قال
الأهل أتى الحسناء أن خليلها ... بميسأن يسقى في زجاج وحنتم
إذا شئت غنتني دهاقين قرية ... وصناجة تحدو على كل منسم
فإن كنت ندماني فبالأكبر اسقني ... ولا تسقني بالأصغر المتألم
لعل أمير المؤمنين يسوءه ... تنادمنا بالجو سق المتهدم
فقال أنه والله ليسوءني ذلك والله لا عملت لي عملا! وعزله. وقالوا: فإنما أنكر عليه الندامة وشربه بالكبير والصنج والرقص وشغله باللهو عما يشغله إليه ولو كان ما شرب عنده خمراً لحده.