للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ولهذا قال ابن حجر في التلخيص (٢/ ٧١) على حديث أسامة بن زيد هذا: "وفي إسناده نظر، وأصله في الصحيحين بغير هذا السياق ... ".

٢ - وروى عبيد الله بن معاذ، قال: ثنا أبي: ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، قال: دخل رسول - صلى الله عليه وسلم - في صلاته فكبَّر وكبرنا معه، ثم أشار إلى القوم أن: كما أنتم، فلم نزل قيامًا حتى أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد اغتسل، ورأسه يقطر ماءً.

أخرجه الطحاوي في المشكل (٢/ ١٦٩/ ٧٨٦ - ترتيبه)، والطبراني في الأوسط (٤/ ١٩٢/ ٣٩٤٧)، والدارقطني (١/ ٣٦٢)، والبيهقي (٢/ ٣٩٩).

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا سعيد، ولا عن سعيد إلا معاذ، تفرد به عبيد الله بن معاذ".

قلت: لا يضره تفرده عن أبيه، فإنه ثقة حافظ، وأبوه: معاذ بن معاذ العنبري: ثقة ثبت متقن.

وهذا إسناد بصري صحيح.

• فإن قيل: قال الدارقطني والبيهقي: "خالفه عبد الوهاب [بن عطاء] الخفاف".

فرواه عبد الوهاب الخفاف: ثنا سعيد، عن قتادة، عن بكر بن عبد الله المزني: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل في صلاته فكبَّر وكبَّر من خلفه ... الحديث، هكذا مرسلًا.

أخرجه الدارقطني (١/ ٣٦٢).

وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف: كان قد لزم سعيد بن أبي عروبة، وعرف بصحبته، وكتب كتبه، وكان عالمًا بسعيد.

قلت: معاذ بن معاذ: أثبت وأحفظ وأتقن من الخفاف، وسماعه من ابن أبي عروبة قديم قبل الاختلاط، وذلك لأن معاذًا العنبري أقدم من عبد الوهاب بن عطاء فإن بين وفاتيهما (٨) ثمان سنين تقريبًا (١٩٦، ٢٠٤).

ومعاذ بن معاذ: قرين ليحيى بن سعيد القطان وخالد بن الحارث في السن والطلب، قال القطان: "طلبت الحديث مع رجلين: خالد بن الحارث، ومعاذ بن معاذ، وأنا مولى، فوالله ما استبقاني إلى محدث قط فكتبا شيئًا حتى أحضر، وما أبالي إذا تابعاني من خالفني من الناس" [التهذيب (٤/ ١٠١)].

ومعلوم أن يحيى بن سعيد القطان وخالد بن الحارث: من أثبت الناس في ابن أبي عروبة، وسماعهما منه قديم قبل الاختلاط [الكواكب النيرات (٢٥)، سؤالات ابن بكير (٥٥)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٤٣)].

فكذلك معاذ العنبري له حكمهما، فلا تعل روايته بمثل رواية الخفاف.

فإن قيل: معاذ سلك الجادة والطريق السهل، والخفاف أتى به على الوجه.

قلت: مثل هذا لا يروج على معاذ العنبري في ضبطه وإتقانه وتثبته، والخفاف في حفظه شيء وقد أنكروا عليه أحاديث، كذلك فإن الخفاف قد شهد على نفسه أنه سمع من ابن أبي

<<  <  ج: ص:  >  >>