* قلت: وهذا أولى فقد تابع الوليد بن مسلم على هذا اللفظ: محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني [لا بأس به]، وبشر بن بكر [التنيسي: ثقة]:
روياه عن أبي المهدي سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن أبي عنبة الخولاني -وكان من الصحابة-، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه كان يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة والسورة التي يذكر فيها المناففون.
أخرجه البزار (٩/ ٢١٥/ ٣٧٥٩)، وابن أبي حاتم في المراسيل (٩٣٦).
قال أبو حاتم: "أبو عنبة: منهم من يقول: له صحبة، ومنهم من يقول: ليست له صحبة، وبأن لا يكون له صحبة أشبه، وهو من الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام".
وقال أبو زرعة: "أبا عنبة: كان جاهليًا، أكل الدم في الجاهلية، ولم تكن له صحبة".
ولست هنا بصدد الكلام عن ثبوت صحبة أبي عنبة من عدمها، وقد اختلف الأئمة النقاد في صحبته، وقال الدارقطني: "مختلف في صحبته" [انظر: التهذيب (٤/ ٥٦٧)، كنى البخاري (٦١)، كنى مسلم (٢٦٥٣)، الجرح والتعديل (٩/ ٤١٨)، الثقات (٣/ ٤٥٣)، المؤتلف للدارقطني (٣/ ١٦٥٣)، الاستيعاب (٤/ ٢٨٥)، الإصابة (٧/ ٢٤٣)]؛ لكن الشأن في غيره.
قلت: هو حديث باطل؛ سعيد بن سنان أبو مهدي الحمصي: متروك، منكر الحديث، قال البخاري: "منكر الحديث عن أبي الزاهرية"، وقال الدارقطني: "يضع الحديث" [التهذيب (٢/ ٢٥)، الميزان (٢/ ١٤٣)].
وقال ابن عدي بعد أن أورد الحديث في ترجمة سعيد بن سنان: "ولأبي مهدي سعيد بن سنان هذا غير ما ذكرت من الأحاديث، وعامة ما يرويه وخاصة عن أبي الزاهرية: غير محفوظ، ولو قلت: إنه هو الذي يرويه عن أبي الزاهرية لا غيره جاز ذلك لي، وكان من صالحي أهل الشام وأفاضلهم؛ إلا أن في بعض رواياته ما فيه".
* * *
[٢٤٣ - باب الرجل يأتم بالإمام وبينهما جدار]
١١٢٦ - . . . هشيم: أخبرنا يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة -رضي اللَّه عنها-، قالت: صلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في حجرته، والناس يأتمون به من وراء الحجرة.
* حديث صحيح
أخرجه أحمد (٦/ ٣٠)، وابن شبة في أخبار المدينة (١/ ١٨٢/ ٦٥٨)، والحاكم (١/ ٢٩٠)، والبيهقي (٣/ ١١٠).
رواه عن هشيم بن بشير: أحمد بن حنبل، وخلف بن سالم، وعلي بن أبي هاشم، وزهير بن حرب، وهذا لفظه.