وقال أبو زرعة:"ليس في شيء من الأحاديث هذا الكلام، وليس عندي بذاك الصحيح، إنما رواه ابن إسحاق، ... ، واحتمل أن يكون أراد إشارته في غير جنس الصلاة". [العلل (١/ ٧٥/ ١٩٩)].
وقال إسحاق بن إبراهيم بن هانئ:"سئل أحمد عن حديث: "من أشار في صلاته إشارة تفهم عنه فليعد الصلاة"؟ فقال: لا يثبت هذا الحديث، إسناده ليس بشيء" [مسائل ابن هانئ (٢٠٣٨)، الفتح لابن رجب (٦/ ٥٣٠)].
وقال الأثرم:"ليس بقوي الإسناد" [ناسخ الحديث ومنسوخه (٤٠)، الفتح لابن رجب (٦/ ٥٣١)].
وقال البيهقي في المعرفة (٢/ ١١٢/ ١٠٣٤): "لا يصح".
وقال الجوزقاني:"هذا حديث منكر، ... ، وأبو غطفان هذا: رجل مجهول".
وقال ابن قدامة في المغني (١/ ٣٧٦): "ضعيف، يرويه أبو غطفان وهو: مجهول، فلا يعارض به الأحاديث الصحيحة".
ويأتي تخريجه قريبًا في السنن برقم (٩٤٤)، إن شاء الله تعالى.
***
[١٧١ - باب تشميت العاطس في الصلاة]
٩٣٠ - قال أبو داود: حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، (ح)، وحدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم -المعنى-، عن حجاج الصوَّاف: حدثني يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاويةَ بن الحكم السُّلَمي، قال: صليتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعطس رجلٌ من القوم، فقلتُ: يرحمك الله، فرماني القومُ بأبصارِهم، فقلتُ: واثُكْلَ أُمِّياه! ما شأنكم تنظرون إليَّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فعرفتُ أنهم يُصَمِّتوني -قال عثمان: فلما رأيتهم يُسكِّتوني-، لكني سكتُّ، قال: فلما صلى رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - -بأبي وأمي- ما ضربني، ولا كَهَرني، ولا سبَّني، ثم قال:"إن هذه الصلاة لا يحلُّ فيها شيءٌ من كلام الناس هذا، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن"، أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قلت: يا رسول الله! إنا قومٌ حديثُ عهدٍ بجاهليةٍ، وقد جاءنا الله بالإسلام، ومنا رجالٌ يأتون الكُهَّانَ، قال:"فلا تأتهم".