قلت: وعليه؛ فهو حديث منكر؛ تفرد به عن الحسن البصري دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم: خالد بن جميل هذا، ولا يُعرف، ولم أقف له على ترجمة، سوى أن نسبه البزار بصريًا، ولم يوثقه، واللّه أعلم.
* قلت: ولا أستبعد أن يكون المعروف في هذا:
هو ما رواه يونس بن عبيد [ثقة ثبت، أثبت الناس في الحسن. شرح العلل (٢/ ٦٨٥)، التهذيب (٤/ ٤٧٠)]، عن الحسن البصري، عن عمران بن حصين، قال: من نصر أخاه بظهر الغيب، وهو يستطيع نصره؛ نصره الله في الدنيا والآخرة. وقد اختلف في رفعه ووقفه، وقد رجح بعضهم وقفه.
أخرجه البزار (٩/ ٣١/ ٣٥٤٢ - ٣٥٤٤) و (٩/ ٧٧/ ٣٦٠٧)(٣٣١٥ - ٣٣١٨ - كشف الأستار)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (٨٨٨)، وأبو بكر مكرم بن أحمد البزاز في فوائده (١٥٨)، والطبراني في الكبير (١٨/ ١٥٤/ ٣٣٧)، وفي مكارم الأخلاق (١٣٥)، وأبو نعيم في الحلية (٣/ ٢٥)، والقضاعي في مسند الشهاب (٤٧٥)، والبيهقي في الشعب (١١/ ٣٠١ و ٣٠٢/ ٧٢٣٢ - ٧٢٣٤)، وذكره الدارقطني في العلل (١٢/ ٧١/ ٢٤٢٩).
٤ - أبو سعيد الخدري:
روى أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني [ثقة. تاريخ بغداد (٦/ ٣١٥ - ط الغرب)، تاريخ الإسلام (٧/ ٥٠٥ - ط الغرب)، الثقات لابن قطلوبغا (٢/ ٨٨)]: ثنا الحسن بن السكين البلدي [روى عنه جماعة من المصنفين والحفاظ، وذكره ابن حبان في الثقات، وله أفراد، الثقات (٨/ ١٧٨)، تاريخ بغداد (٨/ ٢٨٩ و ٥٨٧ - ط الغرب)، أطراف الغرائب والأفراد (١/ ٥٩٢/ ٣٤٦٧)، تاريخ الإسلام (٦/ ٣١٣ - ط الغرب)، الثقات لابن قطلوبغا (٣/ ٣٦٥)]: ثنا محمد بن القاسم الأسدي: ثنا محمد بن عبيد الله، عن عطية العوفى، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب وكل الله به ملكًا، يقول: أما أنت فقد شفعت في نفسك، فسل لأخيك ما كان يدعو له".
أخرجه ابن شاهين في فضائل الأعمال (٤٩٤).
قلت: هو حديث كذب؛ عطية بن سعد العوفي: ضعيف، ومحمد بن عبيد اللّه العرزمي: متروك، ومحمد بن القاسم الأسدي: متروك، منكر الحديث، كذبه أحمد والدارقطني [التهذيب (٣/ ٦٧٨)، الميزان (٤/ ١١)].
٥ - عبد الله بن عباس:
رواه الحارث بن عمران، عن محمد بن سوقة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: سمع النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - رجلًا بين الباب والركن، وهو يقول: اللَّهُمَّ اغفر لفلان بن فلان، فقال:"ما هذا؟ "، فقال: رجل حملني أن أدعو له ها هنا [وفي رواية: بين الباب والمقام، أو: بين الركن والمقام]، فقال:"قد غفر لصاحبك".
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ٢٦٨/١٧٧)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٥/