ومعن بن عيسى [وهم ثقات، أكثرهم أثبات]، وعبد الصمد بن النعمان [بغدادي، صدوق مكثر، وله أوهام، ولعله لأجلها قال فيه النسائي والدارقطني:"ليس بالقوي". تقدم الكلام عليه مفصلًا في فضل الرحيم الودود (٨/ ٤٥٦/ ٧٨٢)]:
حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن أبي مليكة، عن ابن أبي مليكة [هو: عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي مليكة؛ ثقة فقيه، من الثالثة]، عن ابن عباس، عن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - قال:"دعوتان يستجاب للعبد فيهما: دعوة المظلوم، ودعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب". لفظ شبابة [عند إسحاق].
وقال موسى [عند الطَّبراني]، وبنحوه رواه يزيد بن هارون وغيره [عند الطَّبراني وغيره]: ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس، - رضي الله عنه - قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "دعوتان ليس بينهما وبين الرحمن - عَزَّ وَجَل - حجاب: دعوة المظلوم، ودعوة المرء لأخيه بظهر الغيب".
أخرجه إسحاق بن راهويه (٢/ ٤٨٨/ ٢٥٣٩ - ط التأصيل)، والطبراني في الدعاء (١٣١٩ و ١٣٣٠)، وفي الكبير (١١/ ١١٩/ ١١٢٣٢)، وإسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب (٣/ ٧٠/ ٢٥٩٢) و (٣/ ٧٣/ ٢٠٩٩).
قلت: هو حديث منكر، عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي: ذاهب الحديث، منكر الحديث، لا يتابع في حديثه [التهذيب (٢/ ٤٩١)، الميزان (٢/ ٥٥٠)].
٣ - عمران بن حصين:
روى محمد بن مرزوق [هو: محمد بن محمد بن مرزوق بن بكير بن البهلول الباهلي: صدوق. التهذيب (٣/ ٦٩٠)]، قال: حَدَّثَنَا شيبان [هو: ابن فروخ، وهو: صدوق]: قال: أخبرني خالد بن جميل، عن الحسن، عن عمران بن حصين، - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب لا يرد".
أخرجه البزار (٩/ ٥٢/ ٣٥٧٧).
قال البزار:"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمران بن حصين إِلَّا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وخالد بن جميل بصري".
قلت: ولا يحتمل أن يكون خالد بن جميل هذا هو: أبو حمزة العطار، والذي وقع في إسناد الحديث الذي بعده عند البزار، فقد رواه بنفس الإسناد غير أنه وقع مكان خالد بن جميل: أبو حمزة العطار، وقال البزار:"ولا نعلم له طريقًا عن عمران بن حصين إِلَّا هذا الطريق، وأبو حمزة العطار: بصري لا بأس به"، وذلك لأن أبا حمزة العطار الراوي عن الحسن البصري، هو: إسحاق بن الربيع، وهو: ضعيف؛ ضعفه عمرو بن علي الفلاس وابن عدي، وقال أبو حاتم:"يكتب حديثه، كان حسن الحديث"، وقال البزار:"بصري لا بأس به"، وقال أحمد:"لا أدري كيف هو" [التهذيب (١/ ٢٥٠)، الميزان (١/ ١٩١)، سؤالات المروذي لأحمد (١٢١)].