فالمنافق والكافر في الآخرة يجادل عن نفسه، كما دل على ذلك القرآن في مواضع كثيرة، منها قوله تعالى في سورة المجادلة: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (١٨)}.
وقد روى عبيد الله بن عبيد الله الأشجعي [ثقة مأمون، أثبت الناس كتاباً في الثوري]، وأبو عامر القاسم بن محمد الأسدي [ليس بالمشهور، روى عنه: أبو تميلة يحيى بن واضح، ومنجاب بن الحارث. التاريخ الكبير (٧/ ١٦٤)، كنى مسلم (٢٣٨٢)، الجرح والتعديل (٧/ ١١٩)]، ومهران بن أبي عمر [الرازي: لا بأس به، يغلط في حديث الثوري، التهذيب (٤/ ١٦٧)، الميزان (٤/ ١٩٦)، الثقات (٧/ ٥٢٣)، الإرشاد (٢/ ٦٦٢)]:
عن سفيان الثوري، عن عبيد المكتب، عن فضيل بن عمرو، عن الشعبي، عن أنس بن مالك، قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضحك، فقال:"هل تدرون مم أضحك؟ "، قال قلنا: الله ورسوله أعلم، قال:"من مخاطبة العبد ربه، يقول: يا رب ألم تجرني من الظلم؟ قال: يقول: بلى، قال: فيقول: فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني، قال: فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً، وبالكرام الكاتبين شهوداً، قال: فيختم على فيه، فيقال لأركانه: انطقي، قال: فتنطق بأعماله، قال: ثم يخلى بينه وبين الكلام، قال: فيقول: بعداً لكُنَّ وسحقاً، فعنكنَّ كنتُ أناضل".
أخرجه مسلم (٢٩٦٩)، وأبو عوانة (٢/ ٦٧/ ١٢٤١ - إتحاف)، والنسائي في الكبرى (١٠/ ٣٢٦/ ١١٥٨٩)، وابن حبان (١٦/ ٣٥٨/ ٧٣٥٨)، وأحمد في مسائل ابنه صالح (٩١٥)، وابن أبي الدنيا في التوبة (١٨)، والبزار (١٤/ ٤٥/ ٧٤٧٧)، وأبو يعلى (٧/ ٥٧/ ٣٩٧٧)، وابن جرير الطبري في التفسير (٢٠/ ٤٠٧)، وابن أبي حاتم في التفسير (٨/ ٢٥٥٩/ ١٤٣٠١)، وابن منده في التوحيد (٦٨٣)، والحاكم في المعرفة (٣٨)، والبيهقي في الشعب (١/ ٤٤١/ ٢٦٢)، وفي الأسماء والصفات (٤٦٧)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (١٨٢١)، والبغوي في التفسير (٧/ ٢٥)، وإسماعيل الأصبهاني في الحجة (١٢٢).