للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ففي سورة النور: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٢٣) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} [النور: ٢٣ - ٢٥].

وفي سورة يس: {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٦٣) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٦٤) الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٦٥)}. وفي سورة فصلت: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٩) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٢٠) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢١) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (٢٢) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣)} [فصلت: ١٩ - ٢٣].

فالمنافق والكافر في الآخرة يجادل عن نفسه، كما دل على ذلك القرآن في مواضع كثيرة، منها قوله تعالى في سورة المجادلة: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (١٨)}.

وقد روى عبيد الله بن عبيد الله الأشجعي [ثقة مأمون، أثبت الناس كتاباً في الثوري]، وأبو عامر القاسم بن محمد الأسدي [ليس بالمشهور، روى عنه: أبو تميلة يحيى بن واضح، ومنجاب بن الحارث. التاريخ الكبير (٧/ ١٦٤)، كنى مسلم (٢٣٨٢)، الجرح والتعديل (٧/ ١١٩) ومهران بن أبي عمر [الرازي: لا بأس به، يغلط في حديث الثوري، التهذيب (٤/ ١٦٧)، الميزان (٤/ ١٩٦)، الثقات (٧/ ٥٢٣)، الإرشاد (٢/ ٦٦٢)]:

عن سفيان الثوري، عن عبيد المكتب، عن فضيل بن عمرو، عن الشعبي، عن أنس بن مالك، قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضحك، فقال: "هل تدرون مم أضحك؟ "، قال قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: "من مخاطبة العبد ربه، يقول: يا رب ألم تجرني من الظلم؟ قال: يقول: بلى، قال: فيقول: فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني، قال: فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً، وبالكرام الكاتبين شهوداً، قال: فيختم على فيه، فيقال لأركانه: انطقي، قال: فتنطق بأعماله، قال: ثم يخلى بينه وبين الكلام، قال: فيقول: بعداً لكُنَّ وسحقاً، فعنكنَّ كنتُ أناضل".

أخرجه مسلم (٢٩٦٩)، وأبو عوانة (٢/ ٦٧/ ١٢٤١ - إتحاف)، والنسائي في الكبرى (١٠/ ٣٢٦/ ١١٥٨٩)، وابن حبان (١٦/ ٣٥٨/ ٧٣٥٨)، وأحمد في مسائل ابنه صالح (٩١٥)، وابن أبي الدنيا في التوبة (١٨)، والبزار (١٤/ ٤٥/ ٧٤٧٧)، وأبو يعلى (٧/ ٥٧/ ٣٩٧٧)، وابن جرير الطبري في التفسير (٢٠/ ٤٠٧)، وابن أبي حاتم في التفسير (٨/ ٢٥٥٩/ ١٤٣٠١)، وابن منده في التوحيد (٦٨٣)، والحاكم في المعرفة (٣٨)، والبيهقي في الشعب (١/ ٤٤١/ ٢٦٢)، وفي الأسماء والصفات (٤٦٧)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (١٨٢١)، والبغوي في التفسير (٧/ ٢٥)، وإسماعيل الأصبهاني في الحجة (١٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>