• وعلى هذا: فإن حديث سليمان بن يسار -من رواية مالك، ومن رواية الليث-: مرسل، إلا أنه حديث صحيح، لثبوته من طرق أخرى صحيحة؛ منها:
١ - ما رواه الأعمش، قال: سمعت منذرًا الثوري [يعني: أبا يعلى منذر بن يعلى الثوري]، يحدث عن محمد ابن الحنفية، عن علي، قال: استحييت أن أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المذي من أجل فاطمة، فأمرت المقداد بن الأسود، فسأله، فقال:"فيه الوضوء".
رواه عن الأعمش: الثوري، وشعبة، وأبو معاوية، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن داود الخريبي، ووكيع بن الجراح، وهشيم.
وهذا لفظ الثوري وشعبة وأبي معاوية وجرير وعبد الله بن داود.
ولفظ وكيع:"يغسل ذكره، ويتوضأ".
ولفظ هشيم:"إن كل فحل يمذي، فإذا كان المني ففيه الغسل، وإذا كان المذي ففيه الوضوء".
أخرجه البخاري (١٣٢ و ١٧٨)، من طريق جرير والخريبي، ومسلم (٣٠٣/ ١٧ و ١٨)، من طريق شعبة لكن بلفظ:"منه الوضوء". ومن طريق وكيع وأبي معاوية وهشيم، لكن حمله على لفظ وكيع، ولعل هذا من ابن أبي شيبة الراوي عنهم، حيث جمعهم في إسناد واحد. وأبو عوانة (١/ ٢٢٨ - ٢٢٩/ ٧٦٢)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (١/ ٣٥٨ و ٣٥٩/ ٦٩٢ و ٦٩٣)، والنسائي (١/ ٩٧ و ٢١٤/ ١٥٧ و ٤٣٧)، وابن خزيمة (١٩)، وأحمد (١/ ٨٢ و ١٢٤ و ١٤٠)، وابنه في زيادات المسند (١/ ٨٠)، والطيالسي (١/ ١٠٢/ ١٠٦)، وعبد الرزاق (١/ ١٥٧/ ٦٠٤)، وابن أبي شيبة (١/ ٨٧/ ٩٦٨)، والبزار (٢/ ٢٤٨/ ٦٥١)، وأبو يعلى (١/ ٤٥٨/٣٥٤)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٤٦)، وفي المشكل (٧/ ١٢٩)، وابن الأعرابي في المعجم (١٠١٠)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ٢٣٧/ ٥٦١)، والبيهقي (١/ ١١٥)، وابن عبد البر في التمهيد (٨/ ٦٢)، وفي الاستذكار (١/ ٢٤٢)، والخطيب في الأسماء المبهمة (٣٨٩)، والبغوي في شرح السنَّة (١/ ٣٣٠/ ١٥٩)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٤/ ٣١٩)، وابن حجر في التغليق (٢/ ١٢١ - ١٢٢).
قال الدارقطني في الأفراد (١/ ٢٦٢ - أطرافه): "صحيح من حديث الأعمش عن منذر الثوري عن ابن الحنفية".
وقال ابن عبد البر:"هذا حديث مجتمع على صحته، لا يختلف أهل العلم فيه، ولا في القول به، والمذي عند جميعهم يوجب الوضوء ... ".
• ومن الأوهام التي وقعت في هذا الإسناد:
ما رواه محمد بن معمر [هو: ابن ربعي القيسي البصري البحراني: صدوق]، قال: نا روح، قال: نا الثوري، عن هشام بن أبي يعلى، عن محمد ابن الحنفية، عن علي قال: كنت رجلًا مذاءً ... الحديث.