للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عشرون رجلًا بدون زيادة سعد في الإسناد، وفيهم: جماعة من أثبت أصحابه، لا سيما قرين القطان؛ عبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن المبارك، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ومحمد بن كثير العبدي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وكان ابن مهدي ووكيع وابن المبارك وأبو نعيم من أحفظ الناس، وأضبطهم للألفاظ.

وابن مهدي: ثقة ثبت، حافظ إمام، من أثبت الناس في الثوري، وأعلمهم بحديثه، قال أبو حاتم الرازي: "عبد الرحمن بن مهدي: أثبت أصحاب حماد بن زيد، وهو إمام ثقة، أثبت من يحيى بن سعيد، وأتقن من وكيع، وكان عرض حديثه على سفيان الثوري" [الجرح والتعديل (١/ ٢٥٥) و (٥/ ٢٩٠)، تاريخ بغداد (١١/ ٥١٢ - ط الغرب)، التهذيب (٢/ ٥٥٧)].

وأما وكيع: فكان من أحفظ الناس، كان مطبوع الحفظ، حتى قدمه ابن معين على ابن مهدي في سفيان الثوري، وقدمه أحمد مرة على ابن مهدي، وقال: "كان مطبوع الحفظ، وكان وكيع حافظاً حافظاً، وكان أحفظ من عبد الرحمن بن مهدي كثيرًا كثيرًا" [انظر: الجرح والتعديل (١/ ٢٢١) و (٩/ ٣٧)، تاريخ بغداد (١٣/ ٤٧١)، السير (٩/ ١٤٠)، التهذيب (٤/ ٣١١)، وغيرها].

وأما ابن المبارك؛ فهو: ثقة ثبت حجة، إمام فقيه، حافظ متقن، من أثبت أصحاب الثوري، وقد فاق أقرانه إمامة وعلمًا وورعًا وزهدًا وحفظًا وضبطًا.

وأما أبو نعيم الفضل بن دكين؛ فهو: ثقة ثبت، من أثبت أصحاب الثوري، وثبته أحمد جدًا، وقال بأنه أقل خطأ من وكيع، وقال أبو حاتم: "ثقة، كان يحفظ حديث الثوري ومسعر حفظًا جيدًا، ... ، كان يأتي بحديث الثوري عن لفظ واحد لا يغيره، وكان لا يلقَّن، وكان حافظًا متقنًا"، وقال يعقوب بن سفيان: "أجمع أصحابنا أن أبا نعيم كان غاية في الإتقان والحفظ، وأنه حجة" [التهذيب (٣/ ٣٨٨)، الجرح والتعديل (٧/ ٦٢)، تاريخ بغداد (١٤/ ٣١٤ - ط الغرب)].

وفوق ذلك: قال محمد بن بشار: "وأصحاب سفيان لا يذكرون فيه عن سفيان: عن سعد بن عبيدة. وهو أصح"، وقال ابن عدي: "وهذا عدُّوا من خطأ يحيى القطان على الثوري".

• وأما الترجيح بين رواية شعبة، ورواية سفيان الثوري:

فيقال: الأشبه أن كلتا الروايتين محفوظة عن علقمة بن مرثد:

فقد حدَّث شعبةَ بما سمعه من سحد بن عبيدة، بلفظ: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، وبالزيادة التي في آخره من قول سعد نفسه: أقرأَ القرآنَ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج، بل وقد صرح علقمة بن مرثد في رواية شعبة بسماعه من سعد بن عبيدة، ولم ينفرد شعبة بهذه الزيادة، بل تابعه عليها: قيس بن الربيع.

بينما حدَّث الثوريَّ بما سمعه من أبي عبد الرحمن السلمي مباشرة بغير واسطة،

<<  <  ج: ص:  >  >>