وعبد الله بن مسعود، وأسانيدها فيها علل، فذكرنا حديث عثمان لجلالته وجودة إسناده، واستغنينا به عن غيره".
وقال أبو جعفر الطحاوي: "هكذا يحدث الناس جميعًا ممن يحدث عن الثوري بهذا الحديث، لا يذكرون في إسناده سعد بن عبيدة، غير يحيى بن سعيد فإنه حدث به عن سفيان، فذكر سعد بن عبيدة".
وقال ابن عدي (٨/ ٦٣٠/ ١٤٠٩٦ - ط الرشد): "وهذا الحديث رواه عن علقمة جماعة، فلم يذكروا في إسناده بين علقمة وأبي عبد الرحمن: سعد بن عبيدة؛ إلا يحيى القطان، فإنه جمع بين شعبة والثوري في هذا الحديث، فذكر عنهما جميعًا سعد بن عبيدة، والثوري لا يذكر في إسناده سعدًا، على أن سعيدًا القداح قد رواه عن الثوري، فقال فيه: سعد بن عبيدة، وإذا عدُّوا من خطا يحيى القطان على الثوري.
وهذا الحديث جمع فيه أيضًا بين شعبة وقيس، عن علقمة عن سعد بن عبيدة، وشعبة يذكر سعدًا، وقيس لا يذكره، إلا أن يحيى بن آدم ذكره عنهما، فذكر سعد بن عبيدة".
وقال أبو نعيم: "صحيح ثابت، متفق عليه من حديث يحيى عنهما جميعًا" [قلت: لم يخرجاه من حديث يحيى، وأخرجه البخاري من حديث شعبة، ومن حديث الثوري برواية الجماعة عنه، بدون ذكر سعد في إسناده].
وقال الخليلي في الإرشاد (٢/ ٤٩٦): "روى شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". وسفيان الثوري والخلق رووه عن علقمة عن أبي عبد الرحمن نفسه، والبخاري أخرجه من حديث شعبة، ومن حديث سفيان كما ذكرت، ويحيى القطان - وهو إمام وقته -: جمع بين الثوري وشعبة، وجعل فيه: سعد بن عبيدة".
وقال البيهقي: "ويشبه أن يكون يحيى بن سعيد حمل إسناد حديث سفيان على حديث شعبة، فإن سفيان لا يذكر فيه سعد بن عبيدة، وإنما يذكره شعبة".
• قلت: كان يحيى القطان يميز لفظ حديث شعبة من لفظ حديث الثوري، ويعلم أن شعبة كان يقول: "خيركم"، بينما يقول الثوري: "أفضلكم"، وهذه القرينة تقوي القول بان الثوري كان يرويه أيضًا بإسناد شعبة، يعني: يزيد فيه: سعد بن عبيدة بين علقمة وأبي عبد الرحمن، والله أعلم.
إلا أن رد يحيى بن سعيد القطان على تلميذه عمرو بن علي الفلاس دلنا على خلاف ذلك، وأن قول ابن عدي والبيهقي أشبه بالصواب، وهو أن القطان حمل حديث سفيان على حديث شعبة، وذلك لأن القطان سمع الحديث أولًا من شعبة، فحفظ في إسناده سعدًا، ثم سمعه من الثوري فضبط اللفظ، ولم يضبط الإسناد، بدليل قول القطان: "ثم سمعته من الثوري، فلم أشك أنه قال كما قال شعبة، أو: فكان عندي كما رواه شعبة"، وهذه العبارة تشعر بعدم الضبط، بدليل أنه لم يتابع على ذلك؛ حيث رواه عن الثوري