للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

* كذلك دل حديث ابن عمر في غزوة أحد: أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قنت على ناس من المشركين، ثم ترك الدعاء لقوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} الآية.

ففى حديث عمر بن حمزة، عن سالم، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد: "اللَّهُمَّ العن أبا سفيان، اللَّهُمَّ العن الحارث بن هشام، [اللَّهُمَّ العن سهيل بن عمرو]، اللَّهُمَّ العن صفوان بن أمية"، فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (١٢٨)}، فتاب اللّه عليهم، فأسلموا فحسن إسلامهم.

وفي حديث ابن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو على أربعة نفر [وفي رواية: يدعو على رجال من المشركين، يسميهم بأسمائهم]، فأنزل اللّه: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (١٢٨)}، ثم هداهم الله للإسلام.

* فكل هذه قرائن على أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقنت فقط عند النازلة، ثم يدع القنوت بعدها، ولم يثبت عنه بحال أنه داوم على القنوت في الفجر حتى فارق الدنيا، واللّه أعلم.

* فإن قيل: فما تقول في حديث أنس بن مالك، فهو نص على الاستدامة:

رواه عبد الرزاق بن همام، وعبيد الله بن موسى، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ووكيع بن الجواح، والنعمان بن عبد السلام، وجعفر بن زياد الأحمر، وخالد بن يزيد الأزدي العتكي، وغيرهم:

حَدَّثَنَا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، قال: سئل أنس عن قنوت النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: أنه قنت شهرًا، فقال: ما زال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - يقنت حتى مات.

وفي رواية عبد الرزاق: ما زال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا.

وفي رواية عبيد الله بن موسى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قنت شهرًا يدعو عليهم ثم تركه، وأما في الصبح فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا.

وفي رواية أبي نعيم: عن الربيع بن أنس، قال: كنت جالسًا عند أنس بن مالك، فقيل له: إنما قنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهرًا، فقال: ما زال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقنت في صلاة الغداة حتى فارق الدنيا.

وفي رواية وكيع: أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قنت في الفجر.

أخرجه عبد الرزاق (٣/ ١١٠/ ٤٩٦٤)، وابن أبي شيبة (٢/ ١٠٤/ ٧٠٠٣)، وأحمد (٣/ ١٦٢)، والبزار (١٣/ ١٣١/ ٦٥٢٢)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٣٦٦/ ٦٣٦ - مسند ابن عباس)، والطحاوي (١/ ٢٤٤)، وأبو بكر النيسابوري في الزيادات على المزني (٢٥ و ٢٦)، والدارقطني (٢/ ٣٩)، والبيهقي في السنن (٢/ ٢٠١)، وفي المعرفة (٣/ ١٢١/ ٣٩٥٦ - ط قلعجي)، وفي الخلافيات (٨/ ٣/ ١٩٩٤)، والخطيب في تاريخ بغداد (١١/ ٣٥٩ - ط الغرب)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٣/ ١٢٣ - ١٢٤/ ٦٣٩)، والحازمي في الاعتبار (١/ ٣٥٢/ ١٠٤)، وابن الجوزي في التحقيق (٦٨٩ - ٦٩٢)، وفي العلل المتناهية

<<  <  ج: ص:  >  >>