عن شعبة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس؛ أن عمر - رضي الله عنه - كان يقنت في الصبح بالسورتين: اللَّهُمَّ إنا نستعينك، اللَّهُمَّ إياك نعبد.
أخرجه عبد الرزاق (٣/ ١١٢/ ٤٩٧٢)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٣١٨ و ٣١٩/ ٥٢٤ - ٥٢٦ و ٥٢٨ - مسند ابن عباس) و (١/ ٣٤٩ و ٣٥٠/ ٥٥٨٨ - ٥٩٠ - مسند ابن عباس) و (١/ ٣٥٦/ ٦٠٧ - مسند ابن عباس)، والطحاوي (١/ ٢٥٠)، وابن الأعرابي في المعجم (٤٦٨). [الإتحاف (١٢/ ٢٣٤/ ١٥٤٧٩)].
وهذا صحيح عن عمر موقوفًا عليه.
وهذا الحديث مما سمعه الحكم من مقسم:
فقد روى علي بن المديني، قال: "سمعت يحيى، يقول: كان شعبة يقول: أحاديث الحكم عن مقسم كتاب إِلَّا خمسة أحاديث، قلت ليحيى: عدها شعبة؟ قال: نعم، قلت ليحيى: ما هي؟ قال: حديث الوتر، وحديث القنوت، وحديث عزيمة الطلاق، وجزاء مثل ما قتل من النعم، والرجل يأتي امرأته وهي حائض، قال يحيى: والحجامة للصائم: ليس بصحيح".
رواه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (٨/ ٢١١/ ٦٣٤)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (٣١٧)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (١/ ١٣٠).
بإسناد صحيح إلى ابن المديني.
وروى يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ (٢/ ٣٣٧) قال: "حَدَّثَنِي صاعقة محمد: قال علي بن المديني: قال يحيى: قال شعبة: سمع الحكم من مقسم أربع أحاديث: عزم الطلاق، والوتر، والصيد، وحديث القنوت قنوت عمر السورتين، وحديث الحائض، عن عبد الحميد، والباقي كتاب".
وصاعقة محمد بن عبد الرحيم: ثقة ثبت حافظ.
ومما يؤكد هذا أن الإمام أحمد روى عنه ابنه عبد اللّه في العلل (١/ ٥٣٦/ ١٢٦٩)، قال: سمعت أبي يقول: "الذي يصحح؛ الحكم عن مقسم: أربعة أحاديث: حديث الوتر: أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر، وحديث عزيمة الطلاق: عن مقسم، عن ابن عباس، في عزيمة الطلاق ... والفيء الجماع، وعن مقسم، عن ابن عباس: أن عمر قنت في الفجر، هو حديث القنوت، وأيضًا: عن مقسم رأيه في محرم أصاب صيدًا، قال: عليه جزاؤه، فإن لم يكن عنده، قوم الجزاء دراهم، ثم تقوم الدراهم طعامًا".
قلت: فما روى غير هذا؟ قال: "الله أعلم، يقولون: هي كتاب، أرى حجاجًا روى عنه عن مقسم عن ابن عباس نحوًا من خمسين حديثًا، وابن أبي ليلى يغلط في أحاديث من أحاديث الحكم"، وسمعت أبي مرة يقول: "قال شعبة: هذه الأربعة التي يصححها الحكم سماع من مقسم".
وقال البخاري في جزء رفع اليدين (١٤٣): "وقال شعبة: أن الحكم لم يسمع من