أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٦٩٢ و ٦٩٣ - مسند ابن عباس).
* تابع شعبة عليه: هشيم بن بشير، قال: أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير؛ أنه كان لا يقنت في صلاة الصبح.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ١٠٣/ ٦٩٨٥ و ٦٩٩٦).
وهذا مقطوع على سعيد بن جبير قوله وفعله، بإسناد غايةً في الصحة.
* وبهذا تعلم خطأ العقيلي بإيراده حديث طارق بن أشيم في ضعفائه، حيث انتقده على أبي مالك سعد بن طارق، وقال:"ولا يتابع عليه"، وأنكر صحبة سعد بن طارق، ولا ينازع في ذلك؛ إنما هو تابعي ثقة، وثقه جهابذة النقال: أحمد وابن معين وابن نمير وابن إسحاق والعجلي، وقال أبو حاتم:"صالح الحديث، يكتب حديثه"، وقال النسائي:"ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في الثقات، وإمساك يحيى بن سعيد القطان عن الرواية عنه؛ لكونه لم يلق النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، لا يضره في شيء؛ فكم من تابعي عالم كبير أرسل عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، فلم يضره إرساله، مثل سعيد بن المسيب والحسن البصري وقتادة والزهري وعطاء بن أبي رباح وجبير بن نفير وخالد بن معدان وزيد بن أسلم ومجاهد وطاووس، وخلق لا يحصون، فهل أمسك أحد عن الرواية عنهم لكونهم أرسلوا عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، ولو فرضنا ذكر السماع في إسناده؛ فلعله خطأ من الرواة عنه، ثم قال العقيلي:"وإنما أنكرنا سماعه من النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - لما حكى أبو الوليد، والصحيح عندنا: أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قنت ثم ترك، وهذا يذكر أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - لم يقنت"، قلت: ولا ينازع في ذلك أيضًا؛ وجوابه كما قال الأثرم وغيره؛ بأنه قد خفيت علمِه سنة علمها غيره، وسبب ذلك صغر سنه، وعدم إدراكه لقنوت النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - في نوازله الثلاث، بعد غزوة أحد، وفي وقعة بئر معونة، وفي دعائه للمستضعفين بمكة، وهذا يؤكد عدم استدامة قنوت النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - في الفجر، كما سبق بيانه، وأما الجواب عن نفي القنوت في الفجر مع أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، فيحمل على غيابه وقت قنوتهم في النوازل؛ أو يحمل على نفي استدامة القنوت في الفجر، والله أعلم.
وانظر رد ابن الجوزي على الخطيب البغدادي [التنقيح (٢/ ٤٢٩)]، وما أحسن ما قال ابن عبد اللهادي نقلًا عن غيره في ختام بحثه في الرد على المخالف:"ليس في هذا الحديث دليل على أنهم ما قنتوا قط، بل اتفق أن طارقًا صلى خلف كل منهم، وأخبر بما رأى، ومن المعلوم أنهم كانوا يقنتون في النوازل، وهذا الحديث يدل على أنهم ما كانوا يحافظون على قنوت راتب"[التنقيح (٢/ ١٤٣١]، والله أعلم.
* وقد ثبت القنوت في الصبح عن عمر من وجوه متعددة:
١ - روى بشر بن المفضل، وعبد الرحمن بن مهدي، وغندر محمد بن جعفر، وشبابة بن سوار، ووهب بن جرير [وهم ثقات]: