* قال البيهقي: "قد بينا في موضع آخر أن هذه الآية نزلت بأُحد، حين كُسرت رَباعية النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحين دعا على ثلاثة نفر من قريش في قنوت صلاة الصبح، ثم كان قتل أهل بئر معونة بعد ذلك، فدعا على من قتلهم، ولو كانت الآية نسخت القنوت لم يعد إليه بعد النسخ، والله أعلم".
٤ - مرسل خالد بن أبي عمران:
رواه عبد الله بن وهب: أخبرني معاوية بن صالح، عن عبد القاهر، عن خالد بن أبي عمران، قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو على مضر إذ جاءه جبريل، فأوما إليه أن اسكت، فسكت، فقال: "يا محمد، إن الله عز وجل لم يبعثك سبابًا ولا لعانًا، وإنما بعثك رحمةً، ولم يبعثك عذابًا؛ {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (١٢٨)} ".
قال: ثم علمه هذا القنوت: "اللَّهُمَّ إنا نستعينك، ونستغفرك، ونؤمن بك، ونخضع لك، ونخلع ونترك من يكفرك، اللَّهُمَّ إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك، ونخاف عذابك الجد، إن عذابك بالكفار ملحق".
أخرجه أبو داود في المراسيل (٨٩)، ومن طريقه: الحازمي في الاعتبار (١/ ٣٦١/ ١١١)، وأخرجه البيهقي في السنن (٢/ ٢١٠)، وفي الخلافيات (٣/ ٣٥٣/ ٢٥٦٥)، وفي الدعوات (٤٣٣)، من وجه آخر عن ابن وهب به. [التحفة (١٢/ ٢٩٥/ ١٨٦٠٧)].
قال البيهقي: "هذا مرسل، وقد روي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - صحيحًا موصولًا".
وقال الحازمي: "هذا مرسل، أخرجه أبو داود في المراسيل، وهو حسن في المتابعات".
قلت: وهذا معضل، ضعيف الإسناد؛ خالد بن أبي عمران: صدوق، من صغار التابعين، من الطبقة الخامسة، جل روايته عن التابعين، وعبد القاهر؛ هو: ابن عبد الله، ويقال: أبو عبد الله: مجهول، قال الذهبي: "نكرة، ما روى عنه سوى معاوية بن صالح الحضرمي" [التهذيب (٥/ ٢٧٠)، الميزان (٢/ ٦٤٢)].
وزيادة الدعاء في هذا الحديث منكرة، فقد ثبت القنوت من حديث أنس وأبي هريرة وابن عمر وخفاف بن إيماء، ولم يذكر أحد منهم هذه القصة، ولا أن جبريل علم النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا القنوت: "اللَّهُمَّ إنا نستعينك، ونستغفرك، ... ".
٥ - حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل:
رواه يعقوب بن إبراهيم، عن يزيد بن أبي زياد، عن يزيد بن يحنس، عن سعيد بن زيد، قال: قنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "اللَّهُمَّ العن رعلًا، وذكوان، وعضلًا، وعصية عصت الله ورسوله، والعن أبا الأعور السلمي".
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ١٠٨/ ٧٠٤٧) (٥/ ٦/ ٧٢٢٩ - ط الشثري)، وابن معين في تاريخه (٣/ ٥٣٣/ ٢٦٠٨ - رواية الدوري)، وابن منيع في مسنده (٤/ ٩٠/ ٤٨٢ - مطالب)، وابن قانع في المعجم (١/ ٢٦٤)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (١/ ١٤٧/ ٥٧٣)، وانظر: التاريخ الكبير (٨/ ٣٦٨).
[المسند المصنف (٩/ ٢٢٠/ ٤٤٣٣)].