للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال الحازمي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه".

وقد عده بعضهم من مسند عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.

قلت: هذه الرواية وهم من سلمة بن وجاء، والزيادة التي في آخره منكرة، فإنه وإن كان في الأصل صدوقًا؛ إلا أنه ينفرد عن الثقات بأحاديث لا يتابع عليها، وقد ضعفه ابن معين والنسائي، وقال ابن عدي: "ولسلمة بن رجاء غير ما ذكرت من الحديث، وأحاديثه أفراد وغرائب، ويحدث عن قوم بأحاديث لا يتابع عليها"، وقال الدارقطني: "ينفرد عن الثقات بأحاديث" "التهذيب (٣/ ١ ٤٣)، إكمال مغلطاي (٦/ ١٥)، الميزان (٢/ ١٨٩)].

* والصواب ما رواه: مجاهد بن موسى [الختلي: ثقة]، قال: ثنا يزيد [هو: ابن هارون: ثقة متقن]، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة، عن عبد الله بن كعب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، قال: صلى رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - الفجر، فلما رفع رأسه من الركعة الثانية، قال: "اللَّهُمَّ أنج عياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام والوليد بن الوليد، اللَّهُمَّ أنج المستضعفين من المسلمين، اللَّهُمَّ اشدد وطأتك على مضر، اللَّهُمَّ سنين كسنين آل يوسف فأنزل اللّه: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} الآية.

أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٦/ ٤٨).

قلت: وهذا مرسل وإسناده ليس بذاك؛ أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: تابعي، ثقة فقيه، من الثالثة، والراوي عنه: عبد الله بن كعب الحميري، مولى عثمان بن عفان: تابعي مدني ثقة، من الرابعة، يروي عن صغار الصحابة، مثل: عمر بن أبي سلمة، ومحمود بن لبيد، ولا يُعلم له سماع من محمود بن لبيد، وهو معروف بالرواية عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام [انظر: التاريخ الكبير (٥/ ١٨٠)، صحيح مسلم (١١٠٩/ ٧٧)، الجرح والتعديل (٥/ ١٤٢)، الثقات (٥/ ٢٣ و ٣٧) و (٧/ ٦٠)، التهذيب (٢/ ٤٠٢)، المسند المصنف (٣٧/ ٥١٩/ ١٨٠٦٢)].

وعبد الرحمن بن الحارث بن عبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة: قال ابن معين: "ليس به بأس وقال مرة: "صالح وقال أبو حاتم: "شيخ"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "كان من أهل العلم وقال العجلي: "مدني ثقة وقال ابن سعد: "كان ثقة"، وصحح له الترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان، وصنيع أبي حاتم والدارقطني في العلل يدل على تقويتهما له. لكن قال النسائي: "ليس بالقوي"، وضعفه ابن المديني، وقال أحمد: "متروك لكن قال ابن نمير: "لا أقدم على ترك حديثه" [التاريخ الكبير (٥/ ٢٧١)، الجرح والتعديل (٥/ ٢٢٤)، تاريخ ابن معين للدارمي (٥٨٦)، الثقات (٧/ ٦٩)، معرفة الثقات (١٠٣٠)، تاريخ الإسلام (٩/ ٢٠٣)، الميزان (٢/ ٥٥٤)، التهذيب (٢/ ٤٩٧)].

قلت: فمثله لا يحتج به، لكنه صالح في الشواهد والمتابعات، وقد يحسن حديثه بالقرائن.

<<  <  ج: ص:  >  >>