للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والصحيح عن ابن عمر: ما رواه أبو الشعثاء، والأسود، وأبو مجلز، أنه كان لا يرى القنوت، وقال: ما أحفظه عن أحد من أصحابنا.

وهذه سُنَّةٌ خفِيت على ابن عمر - رضي الله عنهما -، كما خفي بعض السنن على بعض الصحابة وحفظها غيرهم. والقول في ذلك قول من يثبت ويحفظ، لا قول من لا يحفظ.

وإن صح ما روى بشر بن حرب فلا حجة فيه؛ لأنه أنكر القنوت قبل الركوع، ومذهبنا بخلافه".

قلت: أما بشر بن حرب الأزدي، أبو عمرو النَّدَبي البصري، فهو: ضعيف، وقد اضطرب في متن هذا الحديث [راجع ترجمته في فضل الرحيم الودود (٨/ ٢٥٥/ ٧٤١)].

* وأما وجه الجمع بين ما صح عن ابن عمر في قنوت النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعائه على رجال من المشركين بأسمائهم، وبين ما ثبت عنه: أنه كان لا يقنت في فريضة ولا تطوع أبدًا، وفي رواية: أنه كان لا يقنت في شيء من الصلوات، وفي أخرى: أنه كان لا يقنت في الفجر، ولا في شيء من صلاته:

أن يحمل الإثبات على قنوت النازلة، ويحمل النفي على استدامة القنوت في الفجر، أو غيرها من الصلوات، كما أنه كان لا يرى القنوت في الوتر، كما جاء صريحًا في بعض الروايات عن ابن عمر، ويحمل على أنه بدعة كما أخبر بذلك الصحابي الجليل طارق بن أشيم الأشجعي، واللّه أعلم.

* وأما الدعاء مطلقًا غير مقيد بالقنوت؛ فقد صح عن ابن عمر:

فقد روى مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وشعبة، وإسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، وموسى بن عقبة، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن مسلم القسملي:

عن عبد الله بن دينار: سمعت ابن عمر - رضي الله عنهما -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها، وعصية عصت الله ورسوله".

وفي رواية: "غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله، وعصية عصت الله ورسوله".

أخرجه مسلم (٢٥١٨)، وأبو عوانة (١٩/ ١٩٨/ ١٠٩٩٣ و ١٠٩٩٤ - ط الجامعة الإسلامية)، والترمذي (٣٩٤١ و ٣٩٤٨ و ٣٩٤٩)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح". ومالك في الموطأ (٩٦٥ - رواية الشيباني)، والدارمي (٢٧٢٠ - ط البشائر)، وابن حبان (١٦/ ٢٧٨/ ٧٢٨٩]، وأحمد في المسند (٢/ ٢٠ و ٥٠ و ٦٠ و ١٠٧ و ١١٦ و ١٣٦ و ١١٥٣) (٤٧٠٢ و ٥١٠٨ و ٥٢٦١ و ٥٨٥٨ و ٥٩٦٩ و ٦١٩٨ و ٦٤٠٩)، وفي فضائل الصحابة (٢/ ٨٨٢/ ١٦٦٤) و (٢/ ٦٧٨/ ١٨٨٦)، وعلي بن حجر السعدي في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (٢٢)، والسري بن يحيى في حديثه عن شيوخه عن الثوري (١٨٧)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (١/ ١٠٦/ ٢٨٧ و ٢٨٨ - السفر الثاني)، والبزار (١٢/ ١٠٧/ ٦١١٦ و ٦١١٧)، وابن الأعرابي في المعجم (٣٩٥)، والبغوي في شرح السُّنَّة (١٤/ ٦٢/ ٣٨٥١) و (١٤/ ٦٣/ ٣٨٥٢). [التحفة (٥/ ٢٢٣/ ٧١٣٠) و (٥/ ٢٣٤/ ٧١٦٨) و (٥/ ٢٩١/ ٧١٩٤)، الإتحاف (٨/ ٥١٤/ ٩٨٧٨)، المسند

<<  <  ج: ص:  >  >>