عدَّد الطرق ونوَّعها، إلا أنه لم يخرج في قصة القراءة سوى حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن عمرو:"فاقرأه في كل سبع، ولا تزد على ذلك"، ولم يخرج شيئًا من ذكر الثلاث، والله أعلم.
١٤ - ورواه عبثر بن القاسم، ومحمد بن فضيل، وأبو عوانة، وعلي بن عاصم [وهم ثقات]:
عن حصين، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، قال: زوجني أبي امرأةً فجاء يزورها، فقال: كيف ترين بعلك؟ فقالت: نعم الرجل من رجلٍ؛ لا ينام الليل، ولا يفطر النهار، فوقع بي، وقال: زوَّجتكَ امرأةً من المسلمين فعضلتها، قال: فجعلت لا ألتفت إلى قوله مما أرى عندي من القوة والاجتهاد، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال:"لكني أنا أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، فقم ونم، وصم وأفطر"، قال:"صم من كل شهر ثلاثة أيام"، فقلت: أنا أقوى من ذلك، قال:"صم صوم داود -عليه السلام-، صم يومًا وأفطر يومًا"، قلت: أنا أقوى من ذلك، قال:"اقرأ القرآن في كل شهر"، ثم انتهى إلى:"خمس عشرة"، وأنا أقول: أنا أقوى من ذلك. لفظ عبثر [عند النسائي]، وقد وقع فيها اختصار في آخرها.
فقد رواه ابن فضيل [عند البزار، بنحوه إلى قوله:" ... واقرأ القرآن في كل شهر"، فقلت: يا رسول الله، أنا أقوى من ذلك، قال:"اقرأه في خمس عشرة"، فقلت: يا رسول الله، أنا أقوى من ذلك، فما زال حتى بلغ سبعًا.
ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك".
فقال عبد الله بن عمرو لما كبر وضعف: لأن أكون قبلت رخصة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إلي من أهلي ومالي.
ورواه أبو عوانة [عند البيهقي في الشعب] بنحو رواية عبثر إلى قوله: " ... واقرأ القرآن في كل شهر"، قال: قلت إني أقوى أكثر من ذلك، قال: إلى أن قال: "خمس عشرة"، قال: قلت: إني أقوى من ذلك، قال:"اقرأ في سبع"، حتى انتهى إلى ثلاث، قال: قلت: ثلاث؟ قال: فقال: "إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك"، فسمعته وهو يقول: قد كبرت وضعفت، ولا أستطيع أن أدع ما انتهيت إليه.
أخرجه النسائي في المجتبى (٤/ ٢١٠/ ٢٣٩٠)، وفي الكبرى (٣/ ١٨٧/ ٢٧١١)، وابن خزيمة (٣/ ٢٩٣/ ٢١٠٥)، وابن أبي عاصم في السُّنَّة (٥١)، والبزار (٦/ ٣٣٧/ ٢٣٤٥)، والبيهقي في الشعب (٦/ ٣٨٢ / ٣٥٩٥)، وابن عبد البر في التمهيد (١/ ١٩٦)، وإسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب (١/ ٢٩٩/ ٤٨٧). [التحفة (٦/ ١٢٨/ ٨٩١٦)، الإتحاف (٩/ ٦١٥/ ١٢٠٥٧)، المسند المصنف (١٧/ ١٤٣/ ٨٠٠٩)].