للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

معجم الصحابة (٣/ ٣٣٧/ ٢٠٣٤)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١٨٧، وفي المشكل (٣/ ٢٦٦/ ١٢٣٦) و (٣/ ٣٧٢/ ١٣٤١)، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (١/ ٩٧/ ١٣٩)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ٢٨٥)، والقضاعي في مسند الشهاب (١٠٢٦)، وإسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب (٢/ ٤٠٧/ ١٨٨٧) [التحفة (٦/ ١٢٨/ ٨٩١٦)، الإتحاف (٩/ ٦١٥/ ١٢٠٥٧)، المسند المصنف (١٧/ ١٤٣/ ٨٠٠٩)].

وهو حديث صحيح.

° قلت: ورواية هشيم هذه تؤلف بين الروايات المختلفة؛ حيث وقع في رواية شعبة عن مغيرة أنه انتهى به في القراءة إلى ثلاث، وكذا وقع في رواية شعبة عن حصين، وقال أبو عوانة عن حصين: حتى انتهى إلى ثلاث.

بينما انتهى به في رواية أبي عوانة عن مغيرة إلى سبع، وكذا وقع في رواية ابن فضيل عن حصين: فما زال حتى بلغ سبعًا.

ورواية هشيم تفسر ذلك وتجمعه؛ حيث قال: وكان يقرأ في كل حزبه كذلك، يزيد أحيانًا، وينقص أحيانًا، غير أنه يوفي العدد، إما في سبع، وإما في ثلاث.

وهذه الرواية هي التي تقوي القول بتعدد وقوع المراجعة بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كلمه في أمر تشدده في العبادة أكثر من مرة:

ففي مرة انتهى به في القراءة إلى سبع [كما في بعض طرق حديث مجاهد عن ابن عمرو، وكذا هو في حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن عمرو، وكلاهما في الصحيح، وكذا رواه عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو؛ وفيه: فناقصني وناقصته حتى قال: "اقرأه في سبع"، وهو حديث صحيح، تقدم برقم (١٣٨٩)].

ومرة انتهى به إلى ثلاث [كما في بعض طرق حديث مجاهد عن ابن عمرو، وهو في الصحيح أيضًا، وكذا وقع في رواية خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي عن عبد الله بن عمرو، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقرإ القرآن في شهر"، قال: إن بي قوةً، قال: "اقرأه في ثلاث"، لكنه حديث غريب، وهو حديث الباب]، والله أعلم.

لكن الذي يظهر من صنيع البخاري أنه رجح السبع؛ وإن أخرج رواية الثلاث، فإنه لما أخرج رواية شعبة عن مغيرة في الثلاث إنما أخرجها في الصيام في باب صوم يوم وإفطار يوم (١٩٧٨)، ولم يحتج منه بلفظة الثلاث في القراءة؛ فإنه لما ترجم في صحيحه في فضائل القرآن؛ باب في كم يقرأ القرآن، أورد حديث أبي عوانة عن مغيرة (٥٠٥٢)، وفيه: "واقرأ في كل سبع ليال مرة"، ... فكان يقرأ على بعض أهله السبع من القرآن بالنهار، ثم قال البخاري بعده: "وقال بعضهم: في ثلاث، وفي خمس، وأكثرهم على سبع"، ثم أتبعه بحديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن عمرو (٥٠٥٣ و ٥٠٥٤)، وفيه: "فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك"، وهذا بيِّنٌ في ترجيحه لرواية السبع، والله أعلم.

ومسلم وإن أخرج من طرق حديث عبد الله بن عمرو ما لم يخرجه البخاري، حيث

<<  <  ج: ص:  >  >>