١٣ - ورواه أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع [وهما ثقتان حافظان]، ومحمد بن الصباح الجرجرائي [ثقة]، والحسن بن عرفة [صدوق]، وسريج بن النعمان الجوهري [ليس به بأس. التهذيب (١/ ٦٨٦)، الميزان (٢/ ١١٦)]:
عن هشيم، عن حصين بن عبد الرحمن، ومغيرة الضبي، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو قال: زوجني أبي امرأة من قريش، فلما دخلت عليَّ جعلتُ لا أنحاش لها، مما بي من القوة على العبادة، من الصوم والصلاة، فجاء عمرو بن العاص إلى كَنَّته، حتى دخل عليها، فقال لها: كيف وجدتِ بعلَك؟ قالت: خيرَ الرجال أو كخير البعولة من رجلٍ لم يفتش لنا كنفًا، ولم يعرف [وفي رواية ابن منيع: ولم يقرب] لنا فراشًا، فأقبل على، فعذَمني، وعضني بلسانه، فقال: أنكحتك امرأةً من قريش ذات حسب، فعضلتَها، وفعلتَ وفعلتَ، ثم انطلق إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فشكاني، فأرسل إليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتيته، فقال لي:"أتصوم النهار؟ "، قلت: نعم، قال:"وتقوم الليل؟ "، قلت: نعم، قال:"لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأمس النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني"، قال:"اقرأ القرأن في كل شهر"، [وفي رواية الحسن بن عرفة: قال: "فاقرأه في خمس عشرة"، قلت: إني أجدني أقوى من ذلك، قال:"فاقرأه في كل عشرة أيام"، قلت: إني أجدني أقوى من ذلك، -قال أحدهما، إما حصين وإما مغيرة - قال:"فاقرأه في كل ثلاث".
قال: ثم قال: "صم في كل شهر ثلاثة أيام"، قلت: إني أقوى من ذلك، قال: فلم يزل يرفعني حتى قال: "صم يومًا وأفطر يومًا، فإنه أفضل الصيام، وهو صيام أخي داود - صلى الله عليه وسلم -".
قال حصين في حديثه: ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: "فإن لكل عابد شِرَّة، ولكل شِرَّة فترة، فإما إلى سُنَّةٍ، وإما إلى بدعةٍ، فمن كانت فترته إلى سُنَّةٍ فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك".
قال مجاهد: فكان عبد الله بن عمرو، حيث ضعُف وكبِر، يصوم الأيام كذلك، يصل بعضها إلى بعض، ليتقوى بذلك، ثم يفطر بعدُ تلك الأيام، قال: وكان يقرأ في كل حزبه كذلك، يزيد أحيانًا، وينقص أحيانًا، غير أنه يوفي العدد، إما في سبع، وإما في ثلاث، قال: ثم كان يقول بعد ذلك: لأن أكون قبلت رخصة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إلي مما عدل به أو عدل، لكني فارقته على أمر أكره أن أخالفه إلى غيره. لفظ أحمد بن حنبل، ولفظ ابن منيع [عند أبي القاسم] بنحوه، وكذا لفظ الحسن بن عرفة [عند البزار]، ولفظ أحمد أتم.
وفي لفظ لابن منيع مختصرًا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل الصيام صيام داود -عليه السلام-، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا".
أخرجه بتمامه أو بطرف منه: النسائي في المجتبى (٤/ ٢٠٩/ ٢٣٨٨)، وفي الكبرى (٣/ ١٨٦/ ٢٧٠٩)، وأحمد (٢/ ١٥٨)(٣/ ١٣٦١/ ٦٥٨٨ - ط المكنز)، والبزار (٦/ ٣٣٨/ ٢٣٤٦)، والسرقسطي في الدلائل (٣/ ١١٠٧/ ٦٠٩ - ط العبيكان)، وأبو القاسم البغوي في